هل عبد الله بن عبد المطلب في الجنة؟ تعرف على رأي العلماء والأدلة

المقدمة:
تعرف هل عبد الله بن عبد المطلب في الجنة؟
عبد الله بن عبد المطلب هو والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من أهل الفترة. أي الفترة التي بين نبوة عيسى عليه السلام ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والتي لم يبعث فيها الله رسولاً. فما هو مصير هؤلاء الذين لم يسمعوا بالإسلام ولا بالتوحيد؟ هل هم في الجنة أو في النار؟
في هذا المقال سنتعرف معكم في موقع وثائقيه هل عبد الله بن عبد المطلب في الجنة وما هي الأدلة والآراء التي تتعلق بهذا الموضوع؟
أقوال العلماء في مصير أهل الفترة
يختلف العلماء في مصير عبد الله بن عبد المطلب وأمثاله من أهل الفترة، وقد انقسموا إلى ثلاثة أقوال رئيسية:
القول الأول
هم في الجنة، لأنهم لم يكفروا بالله ولا برسوله، ولم يجحدوا نعمة الله عليهم. وكانوا يعبدون الله بما عرفوا من الحنيفية، وكانوا يتحاشون الشرك والأوثان، وكانوا يؤمنون باليوم الآخر والبعث والحساب.
ومن أدلة هذا القول ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أبي وأباك في النار”. فقال أبو هريرة: فأخذت بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أبي وأباك؟ فقال: “إن أبي كان في ملة إبراهيم حنيفاً، وإن أباك كان في ملة إبراهيم حنيفاً” .
كما قال ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث: “فإن كان هذا حديث صحيحاً. فهو دليل على أن عبد الله بن عبد المطلب في الجنة؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أبي كان في ملة إبراهيم حنيفاً، وإبراهيم حنيف مسلم، لم يكن من المشركين” .
القول الثاني
هم في النار، لأنهم ماتوا على غير دين الإسلام، وكانوا يعبدون غير الله من الأصنام والأنداد. وكانوا يتبعون أعراف قومهم من قتل البنات وشرب الخمر وغير ذلك من المعاصي، وكانوا يجهلون توحيد ربهم ورسوله.
ومن أدلة هذا القول ما روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، فقال ابن عباس: “أضف إلى ذلك أخ صالح تركت لأبيك” .
فقيل لابن عباس: كيف تضف إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: “إذا كان أخ صالح تركت لأبيك في دار كفر فلا يغني عن أبيك شيئاً، وإن كان في دار إسلام فهو نافع لأبيك” .
كما قال القرطبي رحمه الله في هذا الحديث: “فهذا دليل على أن عبد الله بن عبد المطلب في النار، لأنه مات في دار كفر، ولم ينفعه أخوه الحمزة رضي الله عنه” .
القول الثالث
هم في بينة من الأمر، أي لا يدخلون الجنة ولا النار، بل يبقون في مكان خاص بهم. أو يختبرون يوم القيامة بالرسالة التي بعث بها محمد ، فإن أطاعوه دخلوا الجنة، وإن عصوه دخلوا النار.
ومن أدلة هذا القول ما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربعة من أهل النار لا يرون الجنة: المسكر والعاق والملاعن والربا” .
فقيل لابن عباس: فما بال عبد الله بن جدعان؟ فقال: “إن عبد الله بن جدعان كان من أهل بينة من الأمر، فإذا قامت الساعة قيل له: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أطاعه دخل الجنة، وإذا عصاه دخل النار” .
كما قال ابن حجر رحمه الله في هذا الحديث: “فإذا كان هذا صحيحاً فهو دليل على أن عبد الله بن جدعان في بينة من الأمر. وكذلك عبد الله بن عبد المطلب وأمثاله من أهل الفترة” .
الخاتمة
في ضوء ما سبق، نستطيع أن نقول إن مصير عبد الله بن عبد المطلب وأمثاله من أهل الفترة ليس بالأمر المحسوم.
بل هو محل خلاف بين العلماء، وكلاً منهم له حجته ودليله. والأولى أن نترك هذا الموضوع إلى علم الغيب، ولا نحكم على أحد بالجنة أو بالنار إلا بشهادة من رسول الله ﷺ.
والحكمة في خلق هؤلاء هي اختبار لغيرهم من المؤمنين والكافرين. فإذا رأى المؤمن حال هؤلاء يشكر الله تعالى على نعمة الإسلام التي هدي به إلى سبيل الحق. وإذا رأى الكافر حال هؤلاء يتذكر أن لديه فرصة لتغيير مصيره قبل أن يفوت الأوان.
المصادر والمراجع
- : البخاري، كتاب الجنائز، باب ما يقال في الجنازة، حديث رقم ١٣٧٥.
- : الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في فضل الصدقة والعلم والولد الصالح، حديث رقم ١٣٧٦.
- : مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم قتل المسكر والعاق والملاعن والربا، حديث رقم ١٠٥.
- : ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ج ٢٠ ، ص ٢٩٩.
- : القرطبي، تفسير القرطبي، ج ١٠ ، ص ٢٤٥.
- : ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج ٦ ، ص ٣٨.