موضوع تعبير شامل عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالعناصر

مقدمة:
إقرأ موضوع تعبير عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالعناصر
إن من أجلّ الأيام في التاريخ يوم ولد خير البشرية وأشرف الخلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وهاديًا للناس إلى طريق الحق والخير. فهو الذي جاء بالدين الحنيف، والشريعة المتقنة، والسنة المطهرة، والأخلاق المحمودة، والقيم السامية. وهو الذي أخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، ومن عبادة الأصنام إلى توحيد رب العالمين. وهو الذي قاتل في سبيل الله بالقول والفعل، وجاهد في نشر دعوته بالحكمة والموعظة، وصبر على المشاق والأذى، وغفر للظالم والعدو. فكان رحمة الله للعالمين، وشفيعا لأمته يوم الدين، وقدوة لكل مؤمن.
في هذا المقال سنتحدث معكم في موقع وثائقيه عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت ظروفه وأحداثه، وما هي أهمية هذه الذكرى لأمة الإسلام، وكيف نستفيد من سيرته العطرة في حياتنا.
ظروف مولد الرسول صلى الله عليه وسلم:
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين 12 ربيع الأول من عام الفيل، الموافق لـ 22 أبريل من عام 571 ميلادية، في مدينة مكة المكرمة، التي كانت تشرف بحضور بيت الله الحرام. كما كان أبوه عبد الله بن عبد المطلب من قبيلة قريش. التي كانت تحظى بشرف حماية الكعبة، وكان قد توفى قبل أن يرى ابنه. أما أمه فهي آمنة بنت وهب من قبيلة بنو زهرة، التي تشتهر بالشجاعة والكرم. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيمًا من أبويه. فتولى جده عبد المطلب رعاية حفيده. ثم توفى جده بعد ثمان سنوات، فانتقل إلى حضن عمه أبو طالب، الذي كان يحبه كابن له.
أحداث مولد الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مصحوبًا بعدة آيات ومعجزات، تدل على شأنه ومكانته عند الله تعالى. من هذه الآيات ما يلي:
- انشقاق القمر إلى قسمين، في ليلة ولادته، بإذن الله تعالى. فأصبح كل قسم في جانب من السماء، ثم اجتمعا مرة أخرى. كما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “انشق القمر لي ولربي”.
- انطفاء نار كسرى، التي كانت تضاء في مجوس فارس منذ ألف سنة، وكانت تعبد من دون الله تعالى. كما ذكر الطبري في تاريخه أن نار كسرى انطفأت في ليلة ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن كسرى أرسل إلى مكة ليستفسر عن هذا الأمر.
- سقوط جدران قصر كسرى، التي كانت تحوي ثرواته وكنوزه، وكان يفتخر بها. كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن جدران قصر كسرى انهارت أربع عشرة ذراعًا في ليلة ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعجب كسرى من ذلك، فأخبره حكماء فارس أن ملكًا قد ولد في هذه الليلة، يستولي على مملكته.
- ظهور نجم ثاقب، يشع نورًا لامعًا في السماء، يدل على مولد نبي عظيم. كما روى ابن حبان في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ولدت والبيت المعمور فوقي، والنجم الثاقب يشير إلى مولدي”.
- ظهور الملاك جبريل لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها. فأخبرها بأن ابنها هو خاتم الأنبياء، وأن اسمه محمد، وأن دينه هو دين حق. كما روى ابن إسحاق في سيرته أن جبريل قال لآمنة: “إذا خرج من بطنك فقولي: أعوذ بالواحد من شر كل حاسد، ثم سمِّيه محمدًا”.
أهمية مولد الرسول صلى الله عليه وسلم لأمة الإسلام:
إن مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذكرى عظيمة لأمة الإسلام. ففي هذا اليوم نستحضر نعمة الله تعالى علينا بإرساله رحمة للعالمين. ونتذكر ما قدمه من جهاد وتضحية وصبر وشفاعة في سبيل الله تعالى ورفعة هذه الأمة.
كما نجدد حبنا وولاءنا واتباعنا له صلى الله عليه وسلم، ونتعلم من سيرته العطرة وسنته الشريفة، ونقتدي به في كل أحوالنا وأفعالنا. فهو قدوتنا وأسوتنا في هذه الحياة، وشفيعنا ومولانا في الآخرة.
كذلك أن مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو فرصة لنشر رسالته الخالدة بين الناس، ودعوتهم إلى دين الحق والخير، وبيان محاسن أخلاقه وفضائل شريعته، والرد على المشككين والمبطلين، والدفاع عن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم من كل افتراء وتشويه.
كيف نستفيد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتنا:
إن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مصدر غني للاستفادة من حكمته وبصيرته في مختلف المجالات. سواء في العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو الجهاد أو التربية أو التعامل مع الآخرين.
ففي سيرته نجد كيف كان يؤدي شعائر الإسلام بإخلاص وخشوع، وكيف كان يحافظ على صلاة الجماعة وقراءة القرآن، وكيف كان يزكِّي نفسه بالصدقة والصوم، وكيف كان يؤدي فرائض الحج والعمرة.
كما نجد في سيرته كيف كان يتعامل مع زوجاته بالرفق والحنان، وكيف كان يحب أصحابه بالود والإخاء، وكيف كان يرحم أقاربه بالبرِّ والصِّلة، وكيف كان يشارك جيرانه بالإحسان والجود.
كذلك نجد في سيرته كيف كان يدين بالظالمين بالعدل والإنصاف، وكيف كان يغار على دين الإسلام من كل مخالفة وابتداع، وكيف كان يجاهد في سبيل الله تعالى بكل قوة وشجاعة، حتى فتح الله عليه مكة وغيرها من البلاد.
كما نجد في سيرته كيف كان يربي أمته بالحكمة والموعظة الحسنة، وكيف كان يعلمهم أحكام الشريعة وآداب الإسلام، وكيف كان يصلح بينهم بالنصح والتوفيق.
كذلك نجد في سيرته كيف كان يدعو الناس إلى الله تعالى بالحلم واللين، وكيف كان يتحاور مع المخالفين بالحجة والبرهان، وكيف كان يتعاطف مع المساكين والمحتاجين بالرأفة والكرم.
خاتمة المقال:
في ختام موضوع التعبير هذا، نقول إنَّ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالعناصر، هو من أعظم الأيام التي شهدتها البشرية. ففيها نزل على الأرض نور الهداية والرحمة، وبدأت رسالة الإسلام التي جاءت لتحقق للناس السعادة في الدنيا والآخرة. فلنحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة، ولنشكره على اختيارنا لأن نكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ولنستغفره من كل ذنب أو خطأ أو تقصير في حق نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولنجدد عهدنا بأن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسنا وأموالنا وأولادنا. وأن نتبع سيرته وسنته في كل شئ، وأن نبذل جهدنا في نشر رسالته بين الخلق، وأن نستشفع به يوم القيامة. فإن هذا هو أفضل ما يمكن أن نقدمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده الشريف.
المصادر والمراجع:
: صحيح البخاري (3636)، صحيح مسلم (2802).
: تاريخ الطبري (2/125).
: البداية والنهاية (2/262).
: صحيح ابن حبان (14/9).