معلومات عن الدين الاسلامي: تعلم المزيد عن الإسلام وتعاليمه

المقدمة
تعرف على معلومات عن الدين الإسلامي
الإسلام هو دين سماوي ينتمي إلى الديانات الإبراهيمية، وهو يعتمد على التوحيد والإيمان بأن الله هو الخالق والمالك لكل شيء، وأنه لا إله إلا هو، وأن محمدًا هو رسوله الأخير وخاتم الأنبياء. يتبع المسلمون شرع الله الذي أرسله إليهم عبر كتابه المقدس، وهو القرآن الكريم، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، التي تضم أقواله وأفعاله وتقريراته. يشتمل الدين الإسلامي على مبادئ ومعلومات وقيم وأحكام تنظم حياة المسلم في جميع جوانبها، من العبادات إلى المعاملات، ومن الأخلاق إلى السياسة. يؤكد المسلمون على أن الإسلام هو دين رحمة وسلام، يدعو إلى التعاطف مع جميع المخلوقات، وإلى التعامل بالعدل والإحسان مع الآخر. في هذا المقال سنستعرض معكم في موقع وثائقيه بعض المعلومات عن الدين الإسلامي، نأمل أن تستفيدوا منها.
الدين الأكثر نمواً في العالم
الدين الإسلامي هو دين رائج يتبعه أكثر من 1.9 مليار شخص، مما يجعله ثاني أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية.
يشكل المسلمون حوالي ربع سكان الأرض، وتتوزع أغلبيتهم في 49 دولة حول العالم.
تعتبر الدول الإسلامية في جنوب آسيا وشمال إفريقيا، مثل إندونيسيا وباكستان وبنغلاديش ومصر ونيجيريا، من أكبر الدول التي يتبع فيها الإسلام.
وبسبب متوسط العمر الأصغر للمسلمين ومعدل الخصوبة الأعلى، يعتبر الإسلام المجموعة الدينية الرئيسية الأسرع نموًا في العالم.
ويتوقع مركز بيو للأبحاث أن يكون الدين الإسلامي أكبر ديانة في العالم بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.
ومن الملاحظ أن الدين الإسلامي ينتشر بشكل سريع في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.
وتتضمن بعض الأسباب وراء هذا النمو السريع الاندماج الثقافي للمسلمين الجدد في مجتمعاتهم الجديدة، والجهود الحثيثة التي تبذلها المنظمات الإسلامية لنشر الإسلام وتوعية الناس بشأنه.
علاوة على ذلك، يحتوي الإسلام على مفاهيم وأعراف تعزز التسامح والتعايش السلمي مع المجتمعات الأخرى.
فالإسلام يدعو إلى الحوار والتفاهم والتعايش السلمي مع الأديان والثقافات الأخرى. ويتضمن ذلك تعزيز العدالة والمساواة والتعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات.
معظم المسلمين ينتمون إلى إحدى الطائفتين الرئيسيتين؛ أهل السنة والجماعة أو الشيعة.
توزيع المسلمين في العالم
يشكل المسلمون نسبة تصل إلى 13% من سكان إندونيسيا، وهي الدولة التي تحتضن أكبر عدد من المسلمين في العالم.
ويقطن حوالي 31% من المسلمين في جنوب آسيا، وهي المنطقة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم.
كما يقطن 20% من المسلمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يعتبر الإسلام الدين السائد. ويقطن 15% من المسلمين في أفريقيا جنوب الصحراء.
وبالإضافة إلى ذلك، يوجد جاليات مسلمة كبيرة في العديد من مناطق العالم. بما في ذلك الأمريكتين والقوقاز وسط آسيا والصين وأوروبا وجنوب شرق آسيا والفلبين وروسيا.
وقد تم اعتناق الإسلام من قبل أشخاص من مختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والاجتماعية. مما يدل على تنوع الدين الإسلامي وقدرته على جذب المؤمنين من مختلف أنحاء العالم.
سبب التسمية
يعتبر تعريف الإسلام لغوياً الاستسلام والخضوع والانقياد لأمر الله، والتقيّد بنواهيه دون اعتراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن فهم الإسلام كالإذعان والانقياد لله بالطاعة والابتعاد عن الشرك، وترك العصيان والعناد.
والمفهوم الاصطلاحي للإسلام يعني الدين الذي بُشر به النبي محمد بن عبد الله، والذي يُعتبره المسلمون شريعة ختم الرسالات السماوية.
أركان الإسلام الخمسة
تعد أركان الإسلام الخمسة أساساً رئيسياً لممارسة الدين الإسلامي بشكل صحيح.
وتتضمن هذه الأركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأداء فريضة الحج إذا تيسر للمسلم ذلك.
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله:
أحد أهم أركان الدين الإسلامي، إذ تمثل الإقرار بوحدانية الله ورسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تعتبر هذا الشهادة هي أساس دخول الإسلام عند المسلمين السنة، إذ تؤكد على التوحيد وتمحو الشرك، وتعلن الانتماء إلى الدين الإسلامي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المسلمين الشيعة يضيفون إلى الشهادتين الشهادة الثالثة الخاصة بهم، وهي “أشهد أن علياً ولي الله”.
وتعني هذه الشهادة أن علي بن أبي طالب، الذي كان يعتبر أحد الصحابة المقربين من النبي محمد ﷺ.
ويعتبر المسلمون الشيعة أن الشهادة الثالثة الخاصة بهم هي جزء من الشهادة الإسلامية الأصلية.
إذ تؤكد على تمسكهم بأهل البيت وتعزيز وجودهم في الإسلام وهذا على النقيض تماماً مع مسلمين أهل السنة والجماعة.
إقامة الصلاة:
تُعتبر الصلاة واحدة من أهم العبادات اليومية التي يقوم بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وهي من أركان الإسلام الخمسة الأساسية.
ففي الدين الإسلامي، تعتبر الصلاة وسيلة لتقريب العبد من الله. وتذكير دائم بوجود الله في حياته وأنه الرازق الحقيقي والمنعم الكريم.
تجب الصلاة على المسلمين خمس مرات في اليوم، وتختلف أوقات الصلاة حسب الفصول الأربعة في اليوم والليلة.
وتتمثل أوقات الصلاة الخمس في صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء.
ويقوم المسلمون في صلاتهم بتوجيه وجوههم نحو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
وبالإضافة إلى الصلاة الخمسية الواجبة، هناك صلوات أخرى مثل صلاة الجمعة وصلاة العيد وصلاة الجنازة وغيرها.
وفي العديد من البلدان الإسلامية، يتم إطلاق الأذان من المساجد في وقت الصلاة لتذكير المسلمين بأوقات الصلاة.
تتلى الصلوات باللغة العربية، وتشمل الصلاة عدة حركات مثل الركوع والسجود والقيام والجلوس والتشهد، وتتضمن تلاوة الآيات القرآنية والأدعية.
والصلاة عبارة عن مجموعة من الحركات المحددة، التي تتطلب الوضوء والنية والانصراف عن الأفكار والأعمال الشاذة.
وفي حال فاتت صلاة واحدة على المسلم في وقتها، فعليه أداؤها عندما يتذكرها.
إيتاء الزكاة:
تعد الزكاة من أهم الركائز الإسلامية التي تعزز الروحانية والتعاضد الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
فهي تعبر عن المساهمة المادية التي يؤديها الأغنياء من المسلمين في تخفيف حاجة الفقراء والمحتاجين، وتعزيز مشاعر الأخوة والمحبة بين أفراد المجتمع.
كما تتميز الزكاة عن الصدقات التي يدفعها المسلمون تطوعًا، حيث تعد الزكاة فرضًا شرعيًا على كل المسلمين القادرين عليه.
وتختلف نسبة دفعها على حسب قيمة الأموال والممتلكات التي يمتلكها الفرد.
كما يعتبر دفع الزكاة واجبًا على كل مسلم قادر عليه، ويشمل ذلك الأغنياء منهم والفقراء. وتتميز الزكاة بأنها تشمل مختلف الجوانب الاجتماعية.
حيث يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين، وتساهم في تخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية كالغذاء والمأوى والدواء والتعليم وغيرها.
صوم رمضان:
يُعتبر شهر رمضان من أهم الشهور في الدين الإسلامي، ففيه يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب والجماع من الفجر حتى غروب الشمس، ويحرصون على زيادة الطاعات وتجنب الخطايا الأخرى.
وعلى الرغم من أن الصوم غير واجب على المسافر أو المريض، فإنه يعتبر من أهم الأعمال الروحية التي يقوم بها المسلمون في شهر رمضان.
يتعلق الصوم بالصحة الروحية والصحية، حيث يساهم في حفظ الصحة وتنقية النفس، كما يشعر الصائم بجوع الفقراء وحاجتهم.
وبذلك يتعرف على قيمة الإحساس بالآخرين والتعاون الاجتماعي.
ويعتبر الصوم أيضاً فرصة للمسلمين للتحلي بالصبر والتحمل، وتعلم التحكم في الشهوات والرغبات.
ويأتي الصوم في رمضان بالعديد من الفضائل والثواب، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به”.
وبذلك يكون الصوم سبباً لزيادة الثواب وتكبير الأجر في ميزان الحسنات.
الحج:
يعد الحج أحد أركان الإسلام الخمسة وهو الركن الخامس، ويعد واحدًا من أهم الفرائض الإسلامية التي يجب على المسلم القيام بها إذا كان قادرًا على ذلك.
تقام مرة واحدة في العام، في شهر ذي الحجة في مدينة مكة المكرمة، ويقوم فيها المسلمون بأداء مناسك متعددة، ويسعون جاهدين للفوز برضى الله والتقرب إليه.
مصادر التشريع الإسلامي
القرآن الكريم:
يعتبر القرآن الكريم أحد الكتب السماوية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتبر المصدر الأساسي للتشريع الإسلامي.
ومنذ البداية، حرصت الشريعة الإسلامية على التأكيد على أهمية القرآن الكريم، حيث وصفته بأنه وحي الله المتجلى للناس، وهو المرشد الحق للإنسان في كل ما يحتاجه من معارف ومعالم في حياته.
ويُعتقد بشكل عام أن القرآن الكريم هو الكلمة النهائية فيما يتعلق بالأحكام الشرعية، وأنه يشكل المرجعية الأساسية للمسلمين في جميع شؤون حياتهم، سواء كان ذلك في العقائد أو العبادات أو المعاملات.
وبالنسبة لعلماء الشريعة، فإن القرآن الكريم هو مصدر ثابت وموثوق للأحكام الشرعية، ويحتوي على الكثير من التفاصيل والإجماليات التي تساعد في فهم الشريعة الإسلامية بشكل أفضل.
السنة النبوية:
السنة النبوية تأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم. حيث ينص القرآن على وجوب اتباع أوامر الرسول محمد بن عبد الله.
كما يقول علماء الدين الإسلامي أن اتباع الرسول يتمثل في التمسك بالسنّة النبوية وهي كل قول أو فعل أو تقرير يصدر عن الرسول.
ويؤمنون أن كلام الرسول كله وحي من الله، ولذلك تعتبر السنّة النبوية المصدر الثاني في التشريع الإسلامي.
أحاديث أهل البيت:
تعد أحاديث أهل البيت مصدر خلاف بين المذهبين السني والشيعي، حيث يعتبر الشيعة أحاديث أهل البيت مصدرًا ثالثًا للتشريع بجانب القرآن والسنة النبوية.
ويستندون في ذلك إلى العديد من الأدلة، أهمها آيتان من القرآن وحديث الثقلين.
الإجماع:
الإجماع هو مصطلح يستخدم في العلوم الشرعية الإسلامية، ويعني الاتفاق الكبير بين علماء الأمة على حكم مسألة معينة، استنادًا إلى النصوص الواردة فيها.
ويعتبر الإجماع إحدى المصادر الأساسية للاجتهاد في الشريعة الإسلامية.
ويعود أصل فكرة الإجماع في الإسلام إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية الاستماع لأهل العلم والتشاور معهم في القضايا الشرعية.
وقد استنبط العلماء الإسلاميون هذه الفكرة من تفسيرات بعض الآيات القرآنية.
مثل قوله تعالى: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (النحل: 43).
وقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ”، وغيرها من الأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية الاستشارة والتشاور مع أهل العلم في القضايا الشرعية.
يشترط لانعقاد الإجماع أن يكون الاتفاق على الحكم من المجتهدين الذين بلغوا درجة الاجتهاد ومن أمة النبي محمد.
كما يجب أن يتفق جميع المجتهدين دون اختلاف، وأن يكون الاتفاق على حكم شرعي قابل للاجتهاد.
ويتم الاعتماد على الإجماع في الشريعة الإسلامية عندما تكون النصوص الشرعية غير واضحة أو غير كافية لتحديد الحكم في قضية معينة.
ويوجد نوعان من الإجماع في الشريعة الإسلام : الإجماع الصريح والإجماع السكوتي.
- الإجماع الصريح:
هو الاتفاق المعلن عنه بشكل واضح وصريح، ويتم ذلك عن طريق اجتماع المجتهدين والتشاور في الحكم الشرعي لقضية معينة، ثم الإعلان عن الاتفاق والتوصية به كحكم شرعي.
- الإجماع السكوتي:
هو الاتفاق الذي يتم بالسكوت عن الخلاف، ويحدث عندما يكون هناك عدم اختلاف بين المجتهدين في الحكم الشرعي لقضية معينة.
ولكن لا يتم الإعلان عن الاتفاق بشكل واضح، وإنما يكون السكوت دليلاً على الاتفاق.
يعتبر الإجماع إحدى المصادر الرئيسية للاجتهاد في الشريعة الإسلامية، ويتم استخدامه في تحديد الحكم الشرعي في القضايا التي لا يوجد فيها نص شرعي صريح، أو التي يحتاج الحكم فيها إلى بحث وتدقيق.
القياس:
القياس في الشريعة الإسلامية هو أسلوب تفسير الأحكام الشرعية وتطبيقها على حالات جديدة، بما يتفق مع الأصول والمقاصد الشرعية.
ويتمثل هذا الأسلوب في استخراج حكم شرعي جديد من حكم شرعي سابق، باستخدام معايير محددة ومقاصد شرعية معلومة.
يعتمد القياس في الشريعة الإسلامية على عدة معايير، منها: القاعدة الشرعية التي تنص على أن الأمور تُحكم بمقاصدها، والاستنباط من الأحكام الشرعية العامة والعمومية المستقاة من النصوص الشرعية.
ويعتبر القياس في الشريعة الإسلامية أحد الأساليب الهامة لتحديد الأحكام الشرعية في المسائل التي لم يرد فيها نص صريح في الكتاب والسنة.
ومن أمثلة تطبيق القياس في الشريعة الإسلامية، يمكن ذكر حكم شرعي يتعلق بالبيع بالتقسيط.
كما اتفق العلماء على جواز البيع بالتقسيط، بشرط أن يكون الثمن محددًا، وأن يكون البائع مالكًا للمبيع.
ويتم استخدام هذا الحكم الشرعي في تطبيق القياس على حالات جديدة، كالبيع بالتأجير، حيث يتم تطبيق الحكم الشرعي على هذه الحالات بما يتوافق مع المقاصد الشرعية والمعايير الشرعية المعتمدة.
الإجتهاد:
الاجتهاد هو تطوع العلماء أو مجموعة منهم لإستنباط فتوى في قضية لم يتم التطرق إليها في مصادر التشريع الإسلامي الأخرى.
حيث يعتبر من الأمور الهامة التي تدخل في نطاق العلوم الشرعية والفقهية.
يشترط العلماء بعض الشروط في من يحق له الاجتهاد، من أهمها:
1- العلم: يجب أن يكون المجتهد ملماً بالمبادئ والقواعد الشرعية، وأن يعرف النصوص والمصطلحات الفقهية.
2- الفطنة: يجب أن يتمتع المجتهد بفطنة عالية، وقدرة على استيعاب وتحليل المسائل الفقهية، واستنتاج الأحكام المناسبة لها.
3- الحذر: يجب أن يتمتع المجتهد بحذر شديد، وأن يكون حريصاً على عدم الوقوع في الخطأ، وعلى تفادي الإسراف في الاستنتاجات.
4- الأمانة: يجب أن يتمتع المجتهد بالأمانة والصدق، وأن يعمل على إخراج الحق، وعلى تجنب الأهواء والميل إلى ما يتناسب مع رغباته الشخصية.
5- العدالة: يجب أن يكون المجتهد عادلاً في استنتاجاته، وأن يعامل جميع الناس بالمساواة والعدل.
ويعتبر الاجتهاد من أهم الأدوات التي يستخدمها العلماء للرد على التحديات والمسائل الحديثة التي تطرح في الحياة. ويتطلب الاجتهاد مهارات عالية في التحليل والاستنتاج والتفكير النقدي.
المذاهب الإسلامية
تعتبر المذاهب الفقهية جزءًا هامًا من التاريخ الإسلامي والتراث الفكري، فهي تمثل الآراء والأفكار التي شكلها العلماء المسلمون لفهم الشريعة الإسلامية وتطبيقها في حياتهم.
وتنقسم هذه المذاهب إلى فردية وجماعية، حيث تشكل المذاهب الفردية من آراء فقيه واحد، بينما تشكل المذاهب الجماعية من آراء مجموعة من العلماء وتلاميذهم.
المذاهب الفردية: هي تلك التي يشكلها فقيه واحد بدون أتباع، وبالتالي لم تتم تدوينها بشكل كامل.
المذاهب الجماعية: تشكلت من آراء مجموعة من الأئمة المجتهدين بما في ذلك تلاميذهم وأتباعهم، وتم تدوينها ونشرها بشكل كامل.
من بين المذاهب الفقهية الجماعية الشهيرة هي المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الظاهري. وتُعرف هذه المذاهب بمذاهب أهل السنة.
بالإضافة إلى مذاهب الشيعة مثل المذهب الجعفري والمذهب الزيدي، وكذلك المذهب الإباضي.
أولاً: مذاهب أهل السنة والجماعة
1-المذهب الحنفي:
يُعد المذهب الحنفي واحدًا من أهم المذاهب الفقهية في الإسلام، ويتبعه أكثر من 60% من المسلمين في العالم.
ويعود أصل المذهب إلى الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، الذي وُلد في الكوفة بالعراق سنة 699 ميلادية. وتوفي في بغداد سنة 767 ميلادية.
ويعتبر الإمام أبو حنيفة من أهم علماء الإسلام، وقد حظي بمكانة كبيرة في العالم الإسلامي بسبب مساهمته الكبيرة في تطوير المذهب الحنفي.
يتميز المذهب الحنفي بالاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية كمصادر رئيسية للفقه الإسلامي وفي معظم الحالات يتم اللجوء إلى أحكام الخلفاء الراشدين والصحابة بشكل عام.
وبعد النظر في أحكام الخلفاء الراشدين والصحابة بشكل عام، يتم اللجوء في بعض الحالات إلى استخدام القياس كوسيلة لحل المسائل الشرعية.
كما يستند المذهب إلى الأقوال والآراء الشرعية لأئمة الإسلام السابقين، ويحرص على تطبيق القياس بشكل واسع في استنباط الحكم الشرعي.
ويُعد المذهب الحنفي أحد المذاهب الفقهية الأكثر تسامحاً، حيث يسعى دائماً إلى تحقيق المصالح العامة والحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع.
ومن الملامح الأخرى التي تميز المذهب الحنفي هي تطبيقه للأعراف الشرعية والاهتمام بتحقيق المصالح المشتركة للمجتمع.
بالإضافة إلى ذلك الاهتمام بتحليل النصوص الشرعية وتفسيرها بما يتوافق مع روح الشريعة الإسلامية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعد المذهب الحنفي أحد المذاهب الفقهية الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي، ويحظى بتقدير واحترام كبيرين من قبل المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
2-المذهب المالكي:
يعد المذهب المالكي من أبرز المذاهب الإسلامية الذي يعتمد على تفسير القرآن والسنة النبوية، ويُرجع تأسيسه إلى الإمام مالك بن أنس المُلقب بـ “بشيخ الإسلام” و “حجة الجماعة”.
ولد مالك في المدينة المنورة عام 711م، ويتميز المذهب المالكي بأنه يعتمد بشكل كبير على العمل الذي كان يقوم به أهل المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
يعتبر مالك أحد أهم المحدثين في المدينة المنورة، وكان يعرف بشكل جيد بالعلماء والمحدثين الآخرين في المدينة، ولكنه لم يرفض القياس وبناء الأحكام على أساسه.
وذلك إذا كانت المصلحة المتوافقة مع مقاصد الشريعة، وقد أوضح مبدأ “الاستصلاح” الذي يقوم على تشريع الحكم في واقعة لا نص فيها ولا إجماع، وذلك مراعاة لمصلحة مرسلة غير مقيدة بنص يدل على إثباتها أو نفيها.
ومن الملامح البارزة للمذهب المالكي أن أتباعه يختلفون في صلاتهم عن أتباع باقي المذاهب الإسلامية، ويتميزون بطريقة الوقوف ووضعية الأيدي التي تختلف عن الطرق التي تعتمدها باقي المذاهب.
ومن جانب آخر، تعرض مالك إلى بعض الصدامات مع السلطة بسبب بعض الآراء التي كان يتبناها، فقد اعتبر الخليفة أبو جعفر المنصور أن بعض كلام مالك كان طعنًا بخلافته.
وكان يتحدث مالك بشكل جريء عن عدم شرعية زواج المتعة، وهو الأمر الذي استنكره بعض العباسيين.
3-المذهب الشافعي:
يعتبر المذهب الشافعي واحدًا من المذاهب الأربعة الرئيسية في الفقه الإسلامي، وقد أسسه الإمام محمد بن إدريس الشافعي في القرن الثاني الهجري.
حيث ولد الإمام الشافعي في غزة عام 767 ميلادية، وكان يعد من العلماء الكبار في عصره.
قضى الإمام الشافعي معظم حياته في البحث والتدريس، حيث درس الفقه في العراق والحجاز ومصر.
يعتمد المذهب الشافعي على أساسيات القرآن والسنة النبوية في التشريع الإسلامي، ويعتبر الاجماع الواسع والقياس المبني على الأصول من أهم مصادر الفقه الشافعي.
يشترط الشافعي في الحديث صحة راويه وثقته، ولا يلتزم بشرط التواتر فيما يخص صحة الحديث.
ويتفق المذهب الشافعي مع المذاهب الأخرى في الأحكام الأساسية.
مثل الصلاة والزكاة والحج، لكن يختلف في بعض التفاصيل مثل وضعية الأيدي عند الصلاة والركوع.
يتميز المذهب الشافعي بالتركيز على العدالة والمساواة، حيث يهدف إلى تحقيق العدالة في جميع الأحكام الشرعية.
وبما أن الاجماع الواسع والقياس المبني على الأصول من أهم مصادر الفقه الشافعي.
فإنه يؤكد على ضرورة العودة إلى الأصول والأسس الشرعية في كل حكم يصدر.
وفي النهاية، يعد المذهب الشافعي أحد المذاهب الإسلامية الرئيسية ويتمتع بتاريخ عريق ومبادئ فقهية صارمة.
ويعتبر المذهب الشافعي حتى اليوم من أكثر المذاهب الفقهية انتشاراً في العالم الإسلامي.
4-المذهب الحنبلي:
المذهب الذي يعود للإمام أحمد بن حنبل وهو تلميذ للشافعي. وقد تميز المذهب بالاعتماد على الحديث كمصدر أساسي للتشريع بعد القرآن.
ويرجع أحمد بن حنبل إلى فتاوى الصحابة والخلفاء الراشدين شرط ألا تتعارض مع الحديث. كما كان يفضل الحديث المرسل الضعيف الإسناد والأحاديث المقطوعة على القياس.
يعتبر بعض الناس أحمد بن حنبل رجل حديث وليس رجل فقه بسبب اعتماده على الحديث بشكل أساسي.
ثانياً: مذاهب الشيعة
1-المذهب الجعفري:
يعتبر المذهب الجعفري واحدًا من أهم المذاهب الإسلامية الشيعية المعترف بها، حيث يتميز بكونه أحد الأعمدة الرئيسية في الفقه الإسلامي الشيعي.
ويتبعه جماعة كبيرة من المسلمين في إيران والعراق والبحرين ولبنان وبعض الدول الأخرى.
يتميز المذهب الجعفري بتأكيده على أن الإمامة هي خلافة الله على الأرض وأنها مقدسة وتحتاج إلى شخصية خاصة تمتلك الصفات اللازمة لتولي هذا المنصب.
كما يؤمن المذهب الجعفري بأن الإمامة هي وارثة النبوة وأن الله اختار الإمام من قبل وليس من خلال الناس.
يعتبر الإمام جعفر الصادق رمزًا للمذهب الجعفري، حيث أنه يعد سادس الأئمة الاثني عشر ويحظى بتقدير كبير من قبل المسلمين الشيعة.
حيث كان له دور كبير في إظهار الجوانب الأساسية للمذهب الجعفري وتحديد القواعد الشرعية له.
كما أنه كان مهتمًا بالفلسفة والعلوم الدينية، مما جعله مرجعًا فقهيًا مميزًا.
الفرق الإسلامية

تشكلت الفرق الإسلامية تاريخياً على مر الزمان بسبب الخلافات في التفسير والتطبيق العملي للشريعة الإسلامية.
وقد كان المدار الأساسي للخلاف بين هذه الفرق وبين المسلمين الحاكمين هو الخلاف حول الخلافة وإمامة المسلمين وزعامتهم، حيث كان هذا الخلاف شبه سياسي.
ويمكن تصنيف الفرق الإسلامية التي نشأت في الماضي إلى فرق سنية وفرق شيعية.
حيث تختلف هذه الفرق في العقيدة والتفسير والتطبيق العملي للشريعة الإسلامية.
ومن بين الفرق الإسلامية السنية التي ما زالت موجودة حتى الوقت الحالي:
الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وتعرف هذه الفرق جميعاً بأهل السنة والجماعة.
بينما تشمل الفرق الشيعية الإسماعيلية والزيدية والبوهية والإمامية.
وعلى الرغم من أن بعض هذه الفرق اندثرت مع مرور الزمن، فإن بعضها لا يزال موجودًا حتى اليوم.
ومن أهم الطوائف الإسلامية الحالية، فإن السنة والشيعة هما الأكثر انتشارًا في العالم الإسلامي.
في النهاية، فإن الخلافات بين الفرق الإسلامية تعكس التنوع الثقافي والعقائدي والتاريخي للمسلمين، وتشكل جزءًا من ثراء التراث الإسلامي.
ومن المهم أن نفهم هذه الفرق ونحترم تنوعها.
بالإضافة إلى ذلك أن نعمل على تعزيز التعايش السلمي بينها وبين بقية المجتمع الإسلامي والعالم بأسره.
أهل السنة والجماعة:

تعتبر أحد الطوائف الإسلامية الرئيسية حاليًا، حيث يمثلون أكثرية المسلمين في العالم.
يأتي اسم “السنة” من الكلمة العربية “السن”، والتي تعني السير والتمشي على الطريق المرسوم.
وفي السياق الديني، يُعنى بذلك الطريق الذي رسمه القرآن والنبي محمد للمسلمين، وهو ما يعتبره أتباع السنة دستورهم الروحي.
يؤمن أتباع السنة بأن الخلفاء الراشدون هم الخلفاء الشرعيون للنبي محمد.
وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.
ويعتقدون بأن الخلافة يجب أن تكون بالشورى وبناءً على اختيار المجتمع المسلم، حيث يتم انتخاب الخليفة بشكل ديمقراطي.
يتبع أتباع السنة أربعة مذاهب فقهية رئيسية، وهي المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي.
ويؤمنون بصحة جميع هذه المذاهب، ولكن يحق للمسلم أن يختار أي منها يراه مناسبًا له ويتبعه دون حرج.
ومن بين مبادئ السنة والجماعة هو تأكيدهم على أهمية التسامح والاحترام المتبادل بين المسلمين والآخرين.
بالإضافة إلى ذلك عدم تعريض الآخرين لأي ضرر أو اضطهاد بسبب اختلافات الدين أو العقيدة.
كما يرفضون التطرف والعنف ويؤمنون بأهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان.
الشيعة:

تُعد الشيعة واحدة من أكبر الطوائف الإسلامية، وفقًا لتقرير مركز بيو للأبحاث حول حجم وتوزيع السكان المسلمين في العالم الذي صدر في عام 2009.
وتتراوح نسبة الشيعة في جميع أنحاء العالم ما بين 10% إلى 13% من إجمالي المسلمين.
تتميز العقيدة الشيعية بالإيمان بأن الخلافة يجب أن تكون من حق الإمام علي بن أبي طالب ونسله.
وبالتالي، فإن الخلافة تُعد جزءًا من أصول الدين، ولا يجوز تركها للناس لينتخبوا لها شخصًا يشاؤون.
كما يعتقد الشيعة أن الإمام عندهم معصوم عن الذنوب، مما يعني أنه لا يستطيع ترك أي واجب يقع عليه أداؤه ولا يمكنه ارتكاب أي محرمات، بغض النظر عن ظروف القضية.
وينقسم الشيعة إلى عدة فرق وانقسامات، ومن أبرزها فرقة الإمامية أو الجعفرية، الذين يؤمنون بالإمامة وعصمة الأئمة.
وكذلك الفرقة الزيدية التي تعترف بإمامة المفضول رغم وجود شخص أفضل منه، أي علي بن أبي طالب، ولكنهم يعترفون بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان.
ويعتبر علي بن أبي طالب هو الإمام الأول لدى الشيعة، ويتبعه ابناه الحسن والحسين.
وجاء التسعة الأئمة الباقون من الحسين، وهم ما يعرف باسم الاثني عشرية الشيعية.
الصوفية:
الصوفية هي طريق يسلكه العبد للوصول إلى الدرجات العالية ويتقرب إلى الله تعالى.
تعتمد هذه الطريقة على الانصراف الكلي إلى العبادة والتفكر في عظمة الخالق.
بالإضافة إلى ذلك بذل المجهود لكشف الحجب الذي يحجب عن عالم الغيب وعن حقيقة الإنسان وسعادته.
تعتبر الصوفية مكمّلة للشريعة الإسلامية وتعتمد على العديد من الأساليب والطرق لتحقيق الهدف المنشود، منها الصلاة والذكر والتأمّل والتزهد وغيرها.
تتميز الصوفية بالتركيز على الجانب الروحي والداخلي للعبادة والتفكر في قدرة الله وعظمته.
مع التركيز على القيم والأخلاق الحميدة، مثل الصدق والإخلاص والعدالة والحب والرحمة وغيرها.
من المهم أن نذكر أن الصوفية ليست دينًا منفصلًا عن الدين الإسلامي, بل هي طريقة للتقرّب إلى الله وتحقيق الإحسان بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية.
ولذلك، فإنّه من الضروري فهم الصوفية بشكل صحيح وعدم الخلط بينها وبين الأديان الأخرى.