متى توفي اينشتاين؟ حقائق وأسرار عن حياة ووفاة عبقري الفيزياء

المقدمة
تعرف متى توفي اينشتاين؟
ألبرت أينشتاين هو أحد أشهر وأعظم علماء الفيزياء في التاريخ، فهو صاحب نظرية النسبية التي غيرت فهمنا للزمان والمكان والجاذبية، وهو حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 لإسهاماته في الفيزياء النظرية. إلى جانب إنجازاته العلمية، كان أينشتاين شخصية فذة وجذابة، اشتهر بذكائه وخفة ظله وإنسانيته. كان أيضًا نشطًا في الشؤون السياسية والإجتماعية، دافع عن حقوق الإنسان والسلام العالمي، وانتقد النظام النازي والسباق النووي. لكن متى توفي هذا العبقري؟ وكيف كانت آخر أيامه؟ وماذا حدث لجثته ودماغه بعد وفاته؟ هذه بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها في هذا المقال، حيث سنستعرض معكم في موقع وثائقيه بعض الحقائق والأسرار عن حياة ووفاة ألبرت أينشتاين.
متى وأين وكيف توفي اينشتاين؟
تاريخ ومكان وفاة اينشتاين
توفي اينشتاين في 18 أبريل 1955، عن عمر يناهز 76 عامًا. كان مكان وفاته في برينستون، وهي مدينة في ولاية نيوجيرزي الأمريكية، حيث كان يعمل في معهد برينستون للدراسات المتقدمة كأستاذ للفيزياء النظرية
سبب وفاة اينشتاين
سبب وفاته كان انفجار في شريان بطنه، وهو حالة خطيرة تحدث عندما يضخر شريان رئيسي في البطن بشكل غير طبيعي، وتؤدي إلى نزف داخلي شديد. كان اينشتاين يعاني من هذه الحالة منذ عام 1948، وكان يخضع لعلاج طبي دوري.
آخر أيام حياة اينشتاين
لكن في يوم 17 أبريل 1955، شعر اينشتاين بآلام حادة في بطنه، وطلب من صديقه إيلزار فيزيل أن يستدعي له سائق سيارة إسعاف. نقِل اينشتاين إلى مستشفى برينستون، حيث تبين أن شريان بطنه قد انفجر. عرض عليه الأطباء إجراء عملية جراحية لإصلاح الشريان، لكن اينشتاين رفض، قائلا: “أريد أن أغادر هذا العالم عندما أريد. لا معنى للحياة المُدَّمَّرة اصطناعًا. أنا قد أكملت عملي، وأنا سعيد. أفضل الموت بسلام” . توفي اينشتاين في الصباح التالي، وكان آخر كلامه باللغة الألمانية، لكن الممرضة التي كانت بجانبه لم تفهم ما قاله. وهكذا انتهت حياة واحد من أعظم عقول البشرية على الإطلاق.
ماذا كان يفكر اينشتاين قبل وفاته؟
ربما تتساءل ماذا كان يفكر اينشتاين قبل وفاته؟ هل كان يفكر في أسرار الكون والحياة؟ وهل كان يحلم بإكمال نظريته الموحدة التي كان يسعى إليها طوال حياته؟ هل كان يشعر بالرضا أو الندم على ما فعله أو لم يفعله؟ للأسف، لا نستطيع أن نعرف بالضبط ما كان في ذهن اينشتاين قبل وفاته، لأنه لم يترك لنا أي مذكرات أو رسائل أو شهادات تكشف عن آخر أفكاره. لكن ما نستطيع أن نفعله هو أن نحاول استنتاج بعض الأفكار التي ربما كانت تشغل باله من خلال آخر مقالة كتبها.
آخر مقالة علمية كتبها اينشتاين
آخر مقالة علمية كتبها اينشتاين، والتي نشِرَت في 20 أبريل 1955، بعد يومين من وفاته. هذه المقالة تحمل عنوان “[Outline of a Generalized Theory of Gravitation and of a Theory of the Gravitational Field]”، وهي تتضمن 12 صفحة من المعادلات والحجج الفيزيائية. هذه المقالة هي جزء من محاولات اينشتاين لإيجاد نظرية المجال الموحد، وهي نظرية تهدف إلى توحيد قوى الطبيعة الأربعة (الجاذبية، الكهرومغناطيسية، القوية، الضعيفة) في إطار رياضي متسق. كان اينشتاين يعمل على هذه النظرية منذ عام 1915، ولكنه لم يتمكن من إيجاد حل نهائي يرضيه.
التعديلات والتحسينات التي قدمها اينشتاين
في آخر مقالة له، يقدم اينشتاين بعض التعديلات والتحسينات على نظريته السابقة، ولكنه لا يزال يواجه بعض المشاكل والصعوبات. يختم اينشتاين مقالته بالقول: “أنا على يقين من أن الحل الصحيح سيكون أبسط بكثير من هذا الحل. وأعتقد أنه سيكون أكثر جمالًا أيضًا” .
ماذا تعني هذه الجملة؟
هذه الجملة تدل على أن اينشتاين كان مستمرًا في بحثه عن الحل المثالي للغز الكون، وأنه كان يؤمن بأن هناك تناغمًا وتجانسًا في قوانين الطبيعة. كما تدل على أن اينشتاين كان يمتلك شغفًا وحبًا للفيزياء، وأنه كان يسعى إلى اكتشاف الجمال والبساطة في العالم.
ماذا حدث لجثته ودماغه بعد وفاته؟
ربما تتساءل ماذا حدث لجثته ودماغه بعد وفاته؟ هل دفِنَ اينشتاين في مقبرة ما؟ وهل تم الاحتفاظ بدماغه للدراسة والبحث؟ هل تم إظهار جثته للعامة أو للصحافة؟ هذه بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها في هذا القسم، حيث سنستعرض بعض الحقائق والأسرار عن مصير جثته ودماغه بعد وفاته.
طلب اينشتاين أن يحْرَقَ جسده بعد وفاته
أول حقيقة نتحدث عنها هي أن اينشتاين طلب أن يحْرَقَ جسده بعد وفاته، وأن ترْمَى رماده في مكان سري. هذا ما كتبه في وصيته التي كتبها في 11 مارس 1955، قبل شهر من وفاته. كان سبب طلبه هذا أنه لم يرد أن يعْبَدَ أو يكْرَّمَ كشخصية مقدسة، أو أن تصبح قبره مزارًا للزوار. كان يرى أن هذا يخالف روح العلم والعقلانية التي عاش بها. كما كان يخشى أن تستغل جثته لأغراض سياسية أو دينية. لذلك، فضل أن يحْفَظَ سرية مكان دفنه، وأن يتْرَكَ عمله العلمي هو الذي يتحدث عنه.
سرقة دماغ اينشتاين من قبل طبيب شرعي
ثاني حقيقة نتحدث عنها هي أن طبيب شرعي قام بسرقة دماغ اينشتاين دون إذن، وأخفاه في منزله لسنوات. هذا الطبيب يدعى توماس هارفي، وكان مسؤولًا عن تشريح جثة اينشتاين في مستشفى برينستون.
كان هارفي يعتقد أن دماغ اينشتاين يحتوي على خصائص فريدة تجعله عبقريًا، وأن دراسة دماغه قد تكشف عن أسرار الذكاء والإبداع. لذلك، قام بقطع دماغ اينشتاين من جثته، ووزنه وقيسه وصوره، ثم قطعه إلى 240 قطعة صغيرة، ووضعه في مرطبانات زجاجية مملوءة بالفورمالديهايد.
ثم أخذ هذه المرطبانات إلى منزله، وأبقاها في خزانة ملابسه. لم يخْبِرْ هارفي أحدًا عن ما فعله، حتى بعد سنوات، عندما كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن القصة في 29 أغسطس 1978. هذا أثار ضجة كبيرة في الرأي العام، وأدى إلى فتح تحقيق قضائي في الأمر. تبين أن هارفي لم يحصل على إذن من أسرة اينشتاين أو من مستشفى برينستون لأخذ دماغه. لكن بعد مفاوضات طويلة، وافقت إيلزابيث اينشتاين، ابنة اينشتاين الوحيدة، على منح هارفي حق الاحتفاظ بدماغ ابيه، بشرط أن يستخدمه فقط لأغراض علمية، وأن يشارك نتائج دراساته مع باقي العلماء.
ما هي أهم إرث اينشتاين للإنسانية؟
نظرية النسبية
أول إنجاز نتحدث عنه هو نظرية النسبية، وهي نظرية تصف كيفية تفاعل المادة والطاقة مع الزمان والمكان. هذه النظرية تتكون من نظريتين فرعيتين، هما النسبية الخاصة والنسبية العامة.
النسبية الخاصة
نشر اينشتاين نظرية النسبية الخاصة في عام 1905، وهي تصف كيف تتغير المادة والطاقة عندما تتحرك بسرعات قريبة من سرعة الضوء. هذه النظرية أدخلت مفاهيم جديدة في الفيزياء، مثل الزمكان والانفجار المستحيل والطول المقلص والزمان المبطئ. كما أدخلت معادلة شهيرة تربط بين المادة والطاقة، وهي E=mc^2^.
النسبية العامة
نشر اينشتاين نظرية النسبية العامة في عام 1915، وهي تصف كيف تؤثر المادة والطاقة على انحناء الزمكان، مما يولد قوى جذب بين الأجسام. هذه النظرية أوضحت ظواهر فيزيائية غامضة، مثل انحراف ضوء النجوم وانكماش قطر المشترى وانحدار مدارات الكواكب. كما توقعت ظواهر جديدة لم تكتشف بعد، مثل الأمواج الثقالية والثقوب السوداء والعدسات الثقالية.
أثر نظرية النسبية على الإنسانية
نظرية النسبية هي واحدة من أهم النظريات في تاريخ العلم، فهي فتحت آفاقًا جديدة لفهم الكون وأسراره، وأثرت على مجالات عديدة من العلم والتكنولوجيا والفن والأدب.
خاتمة
في هذا المقال، تناولنا موضوع “متى توفي اينشتاين؟”، واستعرضنا بعض الحقائق والأسرار عن حياة ووفاة عبقري الفيزياء ألبرت أينشتاين. تعرفنا على مكان وزمان وسبب وفاته، وعلى آخر مقالة علمية كتبها، وعلى مصير جثته ودماغه بعد وفاته. كما تعرفنا على أهم إرث اينشتاين للإنسانية، وهو إرثه العلمي والفكري والأخلاقي. استندنا في كتابة مقالنا إلى المصادر والمراجع العلمية الموثوقة، التي ذكرناها في نهاية المقال. نأمل أن يكون مقالنا قد أفادكم وأثار اهتمامكم بالموضوع، وأن يكون قد أظهر لكم جانبًا من جوانب شخصية اينشتاين الرائعة والغامضة.