قصة سيدنا نوح للاطفال: دروس وعبر من حياة النبي الكريم

المقدمة
تعرف على قصة سيدنا نوح للاطفال
هل تحبون أن تسمعوا قصة ممتعة عن أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله لتعليم الناس عن الإسلام؟ هذه قصة سيدنا نوح (عليه السلام) للاطفال، الذي كان يعيش في زمن بعيد جدا، حيث كان الناس يضلون عن طريق الحق ويعبدون التماثيل بدلا من الله.
ومن أجل توسيع آفاق المعرفة لدى الأطفال، نقدم لكم في موقع وثائقيه هذا الموضوع الذي يحتوي على بعض المعلومات المفيدة والشيقة عنها.
كيف بدأت قصة التماثيل؟
في زمن سيدنا نوح، كان هناك خمسة رجال صالحين كانوا يحبون الله ويرضونه، وكانوا يدعون الناس إلى التوحيد والخير، وكان الناس يحترمونهم ويستمعون إليهم. لكن بعد ما مات هؤلاء الخمسة، نسي الناس ما كانوا يقولون، وشعروا بالحزن على فراقهم.
- فقرر بعض الناس أن يصنعوا تماثيل تشبه هؤلاء الرجال، ويضعوها في بيوتهم، لتذكرهم بهم وبأفعالهم الطيبة. كما كان هذا خطأ كبير، لأن الله لا يحب أن نصور خلقه أو نجعل له شركاء.
- وبعد مرور الزمان، جاء جيل جديد من الناس، لم يعرف هؤلاء الرجال الصالحين، ولا يدري ماذا فعلوا، فظنوا أن التماثيل هي آلهة تستجيب لدعائهم وتغفر ذنوبهم، فأخذوا يسجدون لها ويذبحون لها، وأصبحوا مشركين.
- فأراد الله أن يرشدهم إلى الطريق الصحيح، فأختار من بينهم سيدنا نوح (عليه السلام)، وأوحى إليه أن يكون رسولا لقومه، وأن يدعوهم إلى عبادة الله وحده.
كيف دعا سيدنا نوح قومه؟
سيدنا نوح (عليه السلام) كان رجلا حكيما وشجاعا، فأطاع أمر ربه، وخرج إلى قومه، وقال لهم: “يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم”. كما كان يريدهم أن يتركوا التماثيل التافهة، وأن يتقربوا إلى الله بالصلاة والزكاة والبر.
- لكن قوم سيدنا نوح كانوا جاهلين وعنيدين، فلم يصغوا إلى كلامه، بل استهزؤا به وقالوا: “ما هذا إلا بشر مثلنا يريد أن يمنعنا عما تعبد آباؤنا”. وكانوا يضربونه ويسبونه ويطردونه من مجالسهم، ويقولون عنه مجنون.
- ولكن سيدنا نوح لم يستسلم، بل زاد في الدعوة والصبر، وكان يدعو قومه ليلا ونهارا، في السر والعلن، وكان يقول لهم: “إن الله يغفر لكم ذنوبكم إن تبتم إليه، ويزيدكم رزقا وأولادا، فلا تكونوا كفارا”. لكن قومه كانوا أصماء لا يسمعون.
- دعا سيدنا نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، دون أن يكل أو يمل. لكن مع ذلك، لم يؤمن معه إلا القليل من الفقراء والضعفاء. حتى امرأته وابنه لم يؤمنا به، بل كانا من المخادعين. فحزن سيدنا نوح على قومه كثيرا، ودعا ربه أن يخلصه من الظالمين.
كيف صنع سيدنا نوح السفينة؟
بعد أن دعا سيدنا نوح قومه مدة طويلة، أخبره الله أن لا يرجو من قومه خيرا، فإنهم لا يؤمنون. وأمره أن يصنع سفينة عظيمة في البر، وأخبره أن في ذلك نجاته هو ومن آمن معه من الطوفان الذي سيغرق الأرض.
- فأطاع سيدنا نوح (عليه السلام) أمر ربه، وبدأ في صنع السفينة بأعين الله ووحيه. كانت السفينة كبيرة جدا، كما كانت تتسع لآلاف الأشخاص والحيوانات. كان سيدنا نوح يجمع الأخشاب والمسامير، ويرتبها بحكمة وإتقان.
- كان قوم سيدنا نوح يرونه وهو يصنع السفينة في البر، فضحكوا وسخروا منه. وقالوا: “أتصور هذا المجنون يصنع سفينة في البر؟ أين ستسير هذه السفينة؟ أين الماء؟”.
- وكانوا يقولون له: “يا نوح، إن كنت تريد أن تبني بيتا، فابنه في مكان مناسب، ولا تضيع وقتك في هذه السفينة العجيبة”، وكان سيدنا نوح يقول لهم: “ستعلمون من يضحك آخرا، إذا جاء أمر ربي”.
- وبعدما انتهى سيدنا نوح من صنع السفينة، أمره الله أن يأخذ معه في السفينة زوجا من كل حيوان وطير، وأهل بيته والمؤمنين القليلين. وأخبره أن يقول للسفينة باسم الله مجراها ومرساها، فإن ربه كان غفورا رحيما.
كيف حدث الطوفان؟
بعد أن ركب سيدنا نوح ومن معه في السفينة، بدأت تظهر علامات الطوفان. ارتفعت المياه من تحت الأرض، وانفجرت منها نيران شديدة. كما انهمرت من السماء أمطار غزيرة، كأنها شلالات عظيمة. وارتفعت الموجات عالية كالجبال، وغطت كل شيء.
- نادى سيدنا نوح ابنه الذي لم يؤمن به، وقال له: “ابني، اركب معنا في السفينة، ولا تكن مع الكافرين”. فرد ابنه قائلاً: “ليس لدي حاجة إلى سفينتك، سأصعد إلى جبل ينْجيني من الغرق”. فقال له سيدنا نوح: “لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم”. وفارق بينهما الموج فكان من المغرقين.
- حزن سيدنا نوح على ابنه كثيرا، فدعا ربه قائلا: “رب إن ابني من أهلي”. فقال له ربه: “لا تسأل عما ليس لك به علم، إن ابنك لم يكن من أهلك، بل كان عملا غير صالح”.
- انقاد سيدنا نوح لأمر ربه، وسأله أن يغفر له وأن يرحمه، فقال له ربه: “يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك”. كما أمر الله الأرض أن تبلع مائها، والسماء أن تمسك عنها، وانقضى الأمر، واستوت السفينة على الجودي.
- فخرج سيدنا نوح ومن معه من السفينة، وشكروا الله على نجاتهم من الطوفان. كما أمرهم الله أن ينشروا في الأرض، ويكثروا من الذرية، ويعبدوا الله وحده. وكان سيدنا نوح أول من خرج من السفينة، فبنى مسجدا لله، وصلى فيه ركعتين شكرا لله.
- هذه قصة سيدنا نوح (عليه السلام) للاطفال، التي تعلمنا كيف أن الله ينصر عباده المؤمنين، ويعذب قومه المشركين. فلنتعظ من هذه القصة، ولنتبع هدي سيدنا نوح، ولنتوكل على الله في كل شيء.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح
- قصة سيدنا نوح عليه السلام تعلمنا أهمية التوحيد والإيمان بالله ورسله، وأن الله هو الخالق والمالك لكل شيء. كما لا يجوز عبادة غيره من الأصنام أو الأوثان.
- قصة سيدنا نوح عليه السلام تعلمنا أهمية الدعوة إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة. وأن الداعية يجب أن يكون صبوراً ومثابراً وشجاعاً في نشر رسالة الله. وألا ييأس من رحمة الله أو من استجابة الناس.
- قصة سيدنا نوح عليه السلام للاطفال تعلمنا أهمية الطاعة لأوامر الله وتقدير حكمته في كل شيء، وأن الله يعطي كل شيء بقدر. كما أنه سبحانه وتعالى يختبر عباده بالشدائد والبلاءات ليرى من يشكر ومن يكفر.
- قصة سيدنا نوح عليه السلام تعلمنا أهمية الثقة بالله والتوكل عليه في كل حال، وأن الله هو المستجيب للدعاء. كما أنه سبحانه وتعالى ينجي المؤمنين من كل مكروه، وأنه يغفر لمن تاب إليه.
- قصة سيدنا نوح عليه السلام تعلمنا أهمية البر بالوالدين والأقارب والأصدقاء. كما يجب ألا نتبع أحداً في معصية الله أو في كفر به، وألا نتخلى عن ديننا أو نضيع فرصتنا في التوبة.