منوعات معلوماتية

قصة حياة توماس أديسون: العبقري الذي غير العالم

مقدمة

تعرف على قصة حياة توماس أديسون

توماس أديسون هو واحد من أشهر المخترعين في التاريخ الحديث، فقد ساهم بشكل كبير في تطور العلوم والتكنولوجيا والصناعة في القرن التاسع عشر والعشرين. اخترع أديسون العديد من الأجهزة التي غيرت حياة البشرية، مثل المصباح الكهربائي، والفونوغراف، وآلة التصوير السينمائي، وغيرها من الابتكارات في مجالات الاتصالات، والطاقة، والكيمياء. يحمل أديسون رقمًا قياسيًا في عدد براءات الاختراع التي حصل عليها، فقد بلغت 1093 براءة اختراع أمريكية، بالإضافة إلى العديد من براءات الاختراع في دول أخرى. كان أديسون أيضًا رجل أعمال ناجحًا، فأسس شركاته الخاصة وأنشأ مختبرات للبحث والتطوير. في هذه المقالة، سنتعرف معكم في موقع وثائقيه على قصة حياة توماس أديسون، منذ طفولته وحتى وفاته، وسنستعرض أبرز اختراعاته وإنجازاته وجوائزه.

طفولة وشباب توماس أديسون

الولادة والأسرة

ولد توماس ألفا أديسون في 11 فبراير 1847 في ميلان، ولاية أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية. كان والده سامويل أديسون، مهاجرًا من كندا، وكان يعمل في مجالات مختلفة، مثل النجارة والتجارة والسياسة. كانت والدته نانسي إليوت أديسون، معلمة سابقة. كان لأديسون ستة إخوة، لكن ثلاثة منهم توفوا في صغرهم.

التعليم والقراءة

عانى أديسون من صعوبات في التعلم في المدرسة، فكان يفضل القراءة الذاتية والتجارب العملية. كما عانى من مشاكل في السمع بسبب إصابته بالحصبة والتهاب الأذن في طفولته. ترك أديسون المدرسة بعد ثلاثة أشهر فقط من انضمامه إليها، وتولت والدته تعليمه في المنزل. كان أديسون مولعًا بالقراءة، وقرأ العديد من الكتب عن العلوم والفلسفة والتاريخ والأدب. كان من بين كتبه المفضلة هي “العالم المحيط” لكورنيليوس أغريبا، و”التاريخ التجريبي” لفرانسيس بيكون، و”الحروب الإنجليزية” لوليام شكسبير.

العمل والابتكار

بدأ أديسون حياته المهنية في سن الثانية عشرة، عندما عمل بائعًا للصحف والحلوى على قطارات السكك الحديدية. كما عمل مراسلاً لصحيفة “غراند ترونك هيرالد”، التي كان يطبعها بنفسه على آلة طباعة قديمة. استخدم أديسون فراغات القطار لإنشاء مختبر صغير لإجراء تجارب كيميائية. لكنه أضطر إلى التخلي عن مختبره بعد أن اشتعلت فيه النار بطريق الخطأ.

في سن الخامسة عشرة، أصبح أديسون مشغلاً لجهاز التيلغراف، وذلك بعد أن أنقذ حياة طفل من ابن مشغل التيلغراف السابق. تعلم أديسون فن التيلغراف من خلال دراسة كتاب “أصول التيلغراف” لجورج فيلبز. كان يعمل لساعات طويلة في نقل الرسائل البرقية بين المحطات المختلفة. استغل أديسون فترات فراغه لإجراء تحسينات على جهاز التيلغراف، وابتكار أجهزة جديدة، مثل جهاز لحساب الأصوات في الانتخابات، وجهاز لإرسال رسائل متعددة على خط واحد. حصل أديسون على أول براءة اختراع له في سن الحادية والعشرين، وهي عبارة عن جهاز لتسجيل البيانات المالية.

مسيرة اختراعات توماس أديسون

البداية في نيويورك

في عام 1870، انتقل أديسون إلى نيويورك، حيث عمل في إصلاح وتحسين أجهزة التيلغراف. في عام 1874، اخترع أديسون جهازًا يسمى “المرسل الكوادربلكس”، وهو يسمح بإرسال رسائل متعددة في اتجاهين على خط واحد. باع أديسون هذا الجهاز لشركة ويسترن يونيون مقابل 10 آلاف دولار، واستخدم هذا المبلغ لإنشاء مختبره الأول في نيوارك، نيوجيرسي. في هذا المختبر، عمل أديسون وفريقه من المهندسين والفنيين على تطوير العديد من الاختراعات في مجالات الاتصالات والطاقة والصوت.

اختراع الفونوغراف

في عام 1877، اخترع أديسون جهازًا يسمى “الفونوغراف”، وهو أول جهاز يمكنه تسجيل وإعادة إنتاج الصوت. كان هذا الاختراع ثوريًا، فأدهش العالم بقدرته على حفظ الأصوات وإعادة سماعها. كان أول شيء سجله أديسون على الفونوغراف هو قصيدة “ماري كانت لها حمل صغير” (Mary Had a Little Lamb). حصل أديسون على براءة اختراع للفونوغراف في عام 1878، وأسس شركة لبيع هذه الأجهزة.

اختراع المصباح الكهربائي

في عام 1878، انتقل أديسون إلى مينلو بارك، نيوجيرسي، حيث أنشأ مختبرًا جديدًا وأكبر. في هذا المختبر، ركز أديسون على مشروعه الأهم، وهو ابتكار مصباح كهربائي عملي وفعال. بعد تجارب عديدة وفشلة، استطاع أديسون إضاءة مصباح كهربائي باستخدام خيط من الكربون في عام 1879. كان هذا المصباح قادرًا على العمل لأكثر من 40 ساعة متواصلة. حصل أديسون على براءة اختراع للمصباح الكهربائي في عام 1880، وأسس شركة لإنشاء شبكة لتوليد وتوزيع الكهرباء.

التطورات في وست أورانج

في عام 1887، انتقل أديسون إلى وست أورانج، نيوجيرسي، حيث بنى مختبرًا ضخمًا ومجهزًا بأحدث التقنيات. في هذا المختبر، استمر أديسون في تطوير اختراعاته القديمة وابتكار اختراعات جديدة. من بين اختراعاته في هذه الفترة، جهاز لتحسين جودة الصوت في الفونوغراف، وآلة التصوير السينمائي، والبطارية القابلة لإعادة الشحن، والمصباح الفلوري، والأشعة إكس. كما عمل أديسون على مشاريع أخرى في مجالات الكيمياء والحديد والاسمنت والمطاط.

وفاة وتكريم توماس أديسون

وفاة توماس أديسون

توفي توماس أديسون في 18 أكتوبر 1931 في وست أورانج، نيوجيرسي، عن عمر يناهز 84 عامًا. كان سبب وفاته مضاعفات من مرض السكري. دُفن أديسون في مقبرة خاصة في مزرعته في ليلاندو، نيوجيرسي.

تكريم توماس أديسون

حظي توماس أديسون بالاحترام والتقدير من قبل العالم بأسره، فقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات الفخرية من مختلف الدول والمؤسسات. من بين هذه التكريمات، جائزة ماتوتشي للعلوم في عام 1887، وجائزة جون سكوت للإنجازات العلمية في عام 1889، وجائزة فرانكلين للهندسة في عام 1915، وجائزة كونغرس الولايات المتحدة الذهبية في عام 1928. كما حصل أديسون على شهادات فخرية من جامعات هارفارد، وييل، وبرنستون، وغيرها.

الإرث العلمي

ترك توماس أديسون إرثًا عظيمًا للبشرية، فقد غير اختراعاته وابتكاراته مجرى التاريخ والحضارة. يعتبر أديسون رائدًا في مجال البحث والتطوير، وقد ألهم العديد من المخترعين اللاحقين. يحتفل بذكرى ميلاد أديسون في 11 فبراير من كل عام كيوم المخترع الأمريكي.

خاتمة

في هذه المقالة، تعرفنا على قصة حياة توماس أديسون، المخترع الأمريكي الشهير. رأينا كيف بدأ أديسون حياته المهنية في سن مبكرة، وكيف اخترع العديد من الأجهزة التي غيرت حياة البشرية. كما رأينا كيف حصل أديسون على العديد من الجوائز والتكريمات، وكيف ترك إرثًا عظيمًا للبشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى