إسلاميات

قصة أهل الكهف: ما هي الحكمة والعبرة من هذه القصة؟

المقدمة

ماذا تعرف عن قصة أهل الكهف

قصة أهل الكهف هي قصة مليئة بالعجائب والمعجزات، وهي قصة تبين لنا كيف أن الله سبحانه وتعالى يحفظ عباده المؤمنين وينجيهم من كل شر. وهي قصة تعلمنا أن الإيمان بالله هو أقوى سلاح يمكن أن يمتلكه الإنسان في مواجهة الظلم والفساد. وهي قصة ترسخ في نفوسنا قيمة الصبر والثقة بالله، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

في هذا المقال، سوف نستعرض معكم في موقع وثائقيه تفاصيل قصة أهل الكهف، وما هي الأسباب التي دفعتهم إلى الدخول في الكهف، وكيف حافظ الله على حالتهم الطبيعية لأكثر من ثلاثمائة سنة، وما هو رد فعلهم عندما استيقظوا من نومهم الطويل، وما هي الدروس والعبر التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة المباركة.

كم لبث اصحاب الكهف في كهفهم:

ذكرت الكتب الدينية أن أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم لمدة 300 سنة، وأشار القرآن الكريم إلى أنهم لبثوا لمدة 309 سنوات.

ويعود سبب ذلك إلى اختلاف السنة الشمسية والسنة القمرية، حيث تزيد السنة الشمسية بثلاث سنوات كل مائة سنة قمرية.

وبناءً على ذلك، فإن أصحاب الكهف ناموا لمدة 300 سنة شمسية، أي ما يعادل 309 سنوات قمرية.

وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: “ولبثواْ في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادواْ تسعا”.

أي أنه تعالي هو الوحيد الذي يعلم التفاصيل الكاملة لمدة بقائهم في الكهف، حيث قال تعالى: “قل الله أعلم بما لبثواْ”.

أين يقع كهف أهل الكهف:

تباينت آراء الباحثين وعلماء الآثار في تحديد موقع الكهف الذي لجأ إليه الفتية وحاولوا بذلك تحديد مكانه.

ووفقًا لدراسات عدة، فإن بعضها يشير إلى أن الموقع هو تركيا،

بينما يذكر البعض الآخر أنه في سوريا أو اليمن، وتشير دراسات أخرى إلى أنه موجود في الأردن.

ويتوقع كثير من الباحثين أن الكهف المذكور في القرآن الكريم يقع في كهف الرقيم.

الذي يوجد في قرية تسمى الرجيب بالقرب من منطقة سحاب جنوب العاصمة الأردنية عمان.

ويعزى ذلك بشكل خاص إلى وجود مسجد بني فوق الكهف، كما هو مذكور في الآية الكريمة

“فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أَعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا”.

ومن ثم، يُعتبر كهف الرقيم موقع الكهف المشار إليه في القرآن الكريم.

كم كان عدد أصحاب الكهف:

لم يذكر القرآن عدد الفتية في قصة أصحاب الكهف، ولكنه ذكر ما كان يتداوله الناس حينها عن عددهم.

فقد قال بعضهم إنهم كانوا ثلاثة، ورابعهم كان كلبهم، وقال آخرون إنهم كانوا خمسة، وسادسهم كان كلبهم، وأيضاً قال بعضهم إنهم كانوا سبعة، وثامنهم كان كلبهم.

وفي هذا الصدد، خاطب الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمره بالقول للناس إنما هو الوحيد العالم بعددهم، وأن القليل فقط من خلقه يعلم عددهم بالضبط.

ويأتي هذا الأمر في قوله تعالى: “قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل”.

ويذكر الطبري في تفسيره، نقلًا عن ابن عباس بأسانيد صحيحة، أنه كان من أولئك القليل الذين استثنى الله من العدد، وأن عددهم كان سبعة، وثامنهم كان كلبهم.

قصة أهل الكهف بإختصار:

تدور القصة حول مجموعة من الشباب الذين كانوا يؤمنون بالله تعالى ويعيشون في مجتمعٍ كافر.

وعندما قرروا الرحيل عن بلدهم ليعيشوا حياتهم بحرية وفقاً لدينهم، دعوا الله تعالى ليمهد لهم الطريق ويسهل عليهم أمورهم.

وبفضل قدرة الله تعالى ومشيئته، وجدوا كهفاً واسعاً وآمناً للإقامة فيه.

كان الكهف يتمتع بموقعٍ محميٍ من أشعة الشمس، حيث يقع بابه على الجهة الشمالية،

وخلال نومهم، رعاهم الله تعالى وقلّبهم على جانبيهم ليحافظ على أجسادهم ولا يتضرروا من العوامل الخارجية.

ولبثوا فيه لمدة 300 عام، بينما كان كلبهم يحرسهم، وهو يبدو للناظر كأنهم ما زالوا على قيد الحياة.

وبعد مرور هذه الفترة الطويلة من الزمن، أيقظ الله تعالى أصحاب الكهف من نومهم العميق.

وبقيت هذه القصة لتُذكِّر الناس بقدرة الله على إحياء الأموات وبعثهم في يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى