عين جالوت، اسم يرتبط بمعركة تاريخية فاصلة، حدثت في سهل خصب بين مدينتي بيسان ونابلس في فلسطين، وفيها تصدى جيش المماليك بقيادة السلطان قطز لغزو المغول الذين كانوا يهددون العالم الإسلامي. وقد انتهت المعركة بانتصار عظيم للمسلمين وهزيمة مدوية للمغول، وبذلك أحيت دولة المماليك وكسرت شوكة المغول.

أين تقع عين جالوت في فسطين

هي اسم أعجمي يطلق على بلدة صغيرة تقع في فلسطين، بين مدينتي بيلسان ونابلس، وكانت تحت سيطرة الروم قديماً، حتى استردّها الملك الناصر صلاح الدين يوسف من أيديهم.

عين جالوت: مسرح لحدثين تاريخيين

الصليبيون وعين جالوت

شهدت هذه المنطقة حدثًا تاريخيًا مهمًا في القرن الثاني عشر الميلادي، وهو استيلاء الصليبيين عليها وتسميتها بالاسم اللاتيني “توبعانية”، وذلك حتى عام 1183 م، عندما تمكن صلاح الدين الأيوبي من تحريرها.

معركة عين جالوت

الحدث التاريخي الثاني هو معركة عين جالوت بين التتار والعرب، وكان التتار يستخدمون تلًا أثريًا قريبًا من البلدة كقلعة لهم.

هذه المعركة كانت من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، حيث أوقفت زحف التتار نحو بلاد الشام ومصر وأفرزت انتصارًا كبيرا.

سبب التسمية

سُمّيت عين جالوت بهذا الاسم لأنها تحتوي على عدة عيون ماء تنبعث من قمة الجبل، ثم تجري نحو مدينة بيلسان روية للأرض والزراعة. وهي في الأصل اسم نهر صغير يسمى الجالوت، يمر بجانب جبل الدحى، ويرى منه جبل الطور، وفي ما بينهما ربوع خضراء وقرى كثيرة.

معركة عين جالوت

غزوات المغول وسقوط الخلافة العباسية

تعد هذه المعركة من أبرز الأحداث التي غيّرت مجرى التاريخ الإسلامي، والتي وقعت في 3 سبتمبر 1260 م، بين جيش المماليك المصري بقيادة سيف الدين قطز وجيش المغول الهائل بقيادة كتبغا. وكانت هذه المعركة نتيجة لسلسلة من الغزوات التي قام بها المغول في العالم الإسلامي، والتي أدت إلى سقوط الخلافة العباسية في بغداد واحتلال مدن الشام وفلسطين.

التحضيرات للمواجهة: إصلاحات قطز وفتوى العز بن عبد السلام

وكان جيش المماليك قد تحضر لمواجهة هذا الخطر، بعد أن تولى قطز السلطة في مصر، وأصلاح الأوضاع الداخلية، وجمع الضرائب، وإعادة المماليك المنشقين، وطلب فتوى من العز بن عبد السلام لجواز الجهاد ضد المغول.

سير المعركة: انهزام المغول ومقتل كتبغا

وسار جيش المماليك من مصر إلى فلسطين، حتى التقى بجيش المغول في سهل عين جالوت، واندلعت المعركة التي استمرت لساعات، وانتهت بانهزام المغول ومقتل كتبغا وأسر ابنه.

أثر المعركة: انتصار للإسلام والمسلمين وانتقال الخلافة إلى مصر

وكان هذا انتصاراً عظيماً للإسلام والمسلمين، فأوقف تقدم المغول نحو الغرب، وحافظ على استقلالية مصر والشام، وأعاد الحضارة الإسلامية إلى مصر حيث انتقلت إليها الخلافة.

عدد الجيش في معركة عين جالوت

تراوح عدد المقاتلين في المعركة بين 20.000 و 50.000 من جانب الجيش المملوكي الذي قاده سيف الدين قطز وركن الدين بيبرس، و20.000 من جانب الجيش المغولي الذي قاده كتبغا. انتصر الجيش المملوكي على الجيش المغولي في هذه المعركة

اسباب المعركة

تدمير المغول للبلاد الإسلامية

بقيت البلاد الإسلامية تعاني من هولاكو -حفيد جنكيز خان- يهدمون كل شيء، حتى اقتحموا بغداد وأنهوا حكم العباسيين وقضوا على الخليفة المستعصم.

تقدم المغول إلى مصر

استمر المغول في توسيع نفوذهم في دمشق وحلب وفلسطين، ثم وصلوا إلى غزة، حيث بدأوا في التخطيط لغزو مصر.

رسالة هولاكو إلى قطز

بعث هولاكو رسالة تحمل تهديدا للسلطان سيف الدين قطز حاكم مصر، مع أربعة فرسان وطالبه بالاستسلام والخضوع وتقديم بلاده له.

ولكن السلطان سيف الدين قطز لم يقبل ذلك وأعد جيشه لمواجهتهم، وقام بقتل الأربعة فرسان وتم تعليقهم على باب زويلة.

نتائج المعركة

القضاء على الهيمنة المغولية على بلاد الشام

كان المغول قد غزوا بلاد الشام في عام 1258 م وأحرقوا بغداد وقتلوا الخليفة العباسي. وأرادوا أن يواصلوا تقدمهم نحو مصر والحجاز والمغرب. لكن هذه المعركة أوقفت زحفهم وأجبرتهم على التراجع إلى شرق الأناضول. وبذلك أنقذت المسلمين من خطر التدمير والإبادة.

الجمع بين الشام ومصر

بعد انتصاره في هذه المعركة، أصبح الظاهر بيبرس سلطانًا للدولة المملوكية، وأعاد توحيد الشام ومصر تحت حكمه. وبذلك زادت قوة المسلمين في المنطقة، وأصبح لديهم قاعدة متينة لمواجهة أعدائهم من المغول والصليبيين.

إثارة الخوف في نفوس أعداء الإسلام

انهزام المغول أثار فزع أعداء الإسلام، حيث كانوا يظنون أن المغول يسحقون كل من يقف في طريقهم.

لكن معركة عين جالوت كسرت هذا الخرافة، وأظهرت أن المسلمين قادرون على التصدي لأقوى جيش في ذلك الزمان. وبذلك اضطر الصليبيون والخائنون وكل من أراد مهاجمة المسلمين إلى التفكير مرتين قبل أن يفعلوا ذلك.