إسلاميات

سيف الدين قطز وارطغرل: قصة البطلين الذين حاربا المغول

المقدمة

ماذا تعرف عن سيف الدين قطز وارطغرل

من الشخصيات التاريخية التي تركت أثرا عميقا في تاريخ الأمة الإسلامية، نذكر القائدان سيف الدين قطز وارطغرل، اللذان قادا المسلمين في مواجهة الأعداء وحققا انتصارات باهرة.

سنسلط الضوء في هذا المقال على حياتهما ومآثرهما والدروس التي يمكن استخلاصها من تجاربهما. نأمل أن تستفيدوا من هذه المقالة التي نقدمها لكم في موقع وثائقيه عن سيف الدين قطز وارطغرل.

قائد المسلمين قطز

يعد سيف الدين قطز واحدًا من أبرز ملوك مصر في تاريخها الإسلامي، وهو أحد أمراء الدولة الخوارزمية الإسلامية التي كانت مجاورة لإمبراطورية المغول. ولكن من هو سيف الدين قطز بالتحديد وكيف كانت حياته وفترة حكمه؟

يوجد الكثير من الحقائق المثيرة حول حياة سيف الدين قطز. وُلد سيف الدين في العام 1227 في مدينة قيتون في إقليم خوارزم شرقي إيران.

تربى في بيئةٍ صعبة بعد أن قاوم بشراسة الإعتداء الذي تعرض له من قبل التتار، وذلك عندما اختطفوه وباعوه وهوفي سن صغير

وتم تدريبه على فنون القتال على يد خاله، ونمت مهارته في القتال والحرب على يد هذا الخال البارع في فنون الحرب.

بعد سقوط الدولة الخوارزمية، تم بيع سيف الدين قطز كمملوك إلى الشام، ثم إلى مصر، وبيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب.

كما تعلم سيف الدين قطز فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وأصبح من القادة العسكريين البارعين.

ثم تولى حكم مصر في القرن الثالث عشر الميلادي سنة 1259م، ولكن فترة حكمه لم تدم طويلاً، لم تتجاوز العام.

حيث لم يكن سيف الدين قطز بمنأى عن الخيانة والمؤامرة، فقد تعرض لمؤامرة من بعض الأمراء المماليك بقيادة بيبرس، وقتل بعد معركة عين جالوت بخمسين يومًا.

وأثناء عودته منتصراً من عين جالوت إلى مصر، تآمر عليه بعض الأمراء المماليك وقتلوه بين القرابي والصالحية، ثم دفن بالقصير.

ولكن بعد مدة من الزمن، تم نقل قبره إلى القاهرة، وذلك حرصًا على تخليد ذكراه وتاريخه الحافل بالإنتصارات والإنجازات العسكرية.

وعلى الرغم من قصر فترة حكمه، فقد شهدت مصر خلال تلك الفترة تحسنًا في الأوضاع الاقتصادية والعسكرية.

ولكن فترة حكمه القصيرة لم تترك لنا الكثير من الإنجازات التي يمكن الحديث عنها، ولكن الإرث الذي تركه سيف الدين قطز في الجانب العسكري والحربي للأمر يظل حتى اليوم محل دراسة واهتمام.

مشاركاته وانتصاراته

شارك قطز مع جيوش المسلمين في العديد من المعارك التي انتصر فيها على الأعداء وأحرز نصرًا للإسلام والمسلمين.

في العام 1250، شارك قطز مع جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وحقق الانتصار في معركة المنصورة، وكان له دورٌ هام في تحرير الجيش الإسلامي من الأسر وإعادة تجميعه للمشاركة في المعارك القادمة.

وفي عام 1260، شارك قطز بجانب السلطان أيبك في معركة حاسمة ضد الأيوبيين الذين كان يقودهم الملك الناصر، حيث وقعت المعركة في ملتقي الصالحية وبلبيس بالتحديد عند بلدة تسمى العباسة.

حيث تمكنت قوات الجيش الإسلامي بقيادة قطز من تحقيق إنتصار مهم في ساحة المعركة. وتم تحرير عدد من المدن الإسلامية الهامة من سيطرة الأعداء.

وفي عام 1260، حقق القائد الإسلامي قطز إنجازًا تاريخيًا حينما تمكن من إيقاف زحف التتار، الذي كان يهدد الدولة الإسلامية بالزوال.

وفي معركة عين جالوت، تمكن قطز من هزيمة الجيش التتري وتعقب هروبهم، حتى تمكن من تحرير الشام بأكملها من سلطتهم.

وبعد انتصاره في معركة عين جالوت، شارك في معركة غزة التي احتلها التتار في اجتياحهم للشام.

ونجح في إعادتها إلى سيطرة المسلمين. وحرر دمشق وحمص وحلب وغيرها من مدن الشام بعد أن انتصر في معاركه ضد الأعداء.

بهذه الإنجازات العظيمة، أصبح قطز أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ الإسلام.

ولهذا يستحق قطز الاحتفاء والتقدير من قبل المسلمين والعالم بأسره.

قائد المسلمين ارطغرل

هو ارطغرل بك بن سليمان التركماني هو شخصية تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي وهو أحد قادة قبائل الأتراك.

ولد أرطغرل في القرن الثالث عشر الميلادي أيضاً حوالي عام 1191م وتوفي في عام 1281م في الأناضول بتركيا.

يعتبر أرطغرل والد السلطان العثماني عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وهو قائد قبيلة قايى من أتراك الأوغوز وينحدر منهم.

وكان أيضًا قائدًا لقبيلة الأناضول، وكان يتحدث اللغة التركية والفارسية والعربية بطلاقة.

وقد اشتهر أرطغرل بمهاراته العسكرية والاستراتيجية، وفي عهده توسعت قبيلته ونجح في السيطرة على منطقة بيليس الواقعة في الأناضول.

وشارك في عدة معارك ضد الإمبراطوريات المجاورة والقوى المعادية للمسلمين، مثل البيزنطيين والمغول والصليبيين.

ومن أهم معاركه معركة جنجيس خان عام 1280م، حيث قاد جيش السلجوقيين بنجاح ضد المغول وتمكن من هزيمتهم.

أرطغرل غازي بن سليمان شاه

أرطغرل غازي بن سليمان شاه

حياته وإنجازاته

على الرغم من أن تاريخ أرطغرل يعتبر مثار جدل بين المؤرخين، إلا أن هناك بعض الحقائق التي تثبت وجوده التاريخي.

ومنها العملات التي قام بسكّها ابنه عثمان الأول والتي تحمل اسم والده بأرطغرل.

ومع ذلك، فإنّه لا يوجد الكثير عن حياته أو أنشطته، ويعود ذلك جزئيًا إلى طبيعة الفترة التي عاش فيها.

حيث كانت السجلات التاريخية خاصة بالمسلمين في ذلك الوقت محدودة ومتفرقة.

يعتقد أنّ أرطغرل قاد قبيلة قايى إلى الحدود مع بيزنطة، وقام بغزو القرى والبلدات البيزنطية المجاورة.

بما في ذلك قلعة قره جه التي حاصرها في عام 1231-1232 مع الأمراء الأتراك الآخرين.

كما يروى أنه أثناء عودته لبلاد العجم شاهد جيشين مشتبكين، وسارع لنجدتهم وهزم الجيش الثاني بقوّة وشجاعة.

مما جعل الأمير علاء الدين كيقُباد الثالث يكافئه على مساعدته له بإقطاع عدة أقاليم ومدن.

وبعد وفاة أرطغرل، عين الأمير علاء الدين عثمان بن أرطغرل، ابنه الأصغر، خلفًا له في الحكم. وظل عثمان مخلصًا للدولة السلجوقية حتى سقطت، ثم أسس الدولة العثمانية.

كما قام العثمانيون بعد ذلك بالتوسع والتوغل في جميع أنحاء العالم الإسلامي وحتى أوروبا، لتصبح الدولة العثمانية إحدى أقوى الدول في العالم.

بالرغم من أن تاريخ أرطغرل لا يزال غامضًا بعض الشيء، إلا أن الأدلة المتاحة تشير إلى أنه كان شخصية هامة في تاريخ الدولة العثمانية.

وبفضل توسع الدولة العثمانية ونجاحاتها، أصبح تاريخ أرطغرل وتاريخ الدولة العثمانية جزءًا لا يتجزأ من تاريخ العالم الإسلامي والعالم بشكل عام.

الحقبة الزمنية للقائدين

بالرغم من أن القائدين سيف الدين قطز وارطغرل عاشا في القرن الثالث عشر الميلادي، إلا أنهما لم يتقابلا أبداً.

فقد كانت معارك قطز تتركز في مصر وبلاد الشام، بينما كانت معارك ارطغرل تتركز في الأناضول ومناطق الدولة العثمانية المبكرة.

ملخص عن القائدين

في الختام، يمكننا تلخيص معرفتنا عن هذين القائد العظيمين سيف الدين قطز وارطغرل في النقاط التالية:

  • السلطان سيف الدين قطز: هو قائد مملوكي مصري حكم مصر في القرن الثالث عشر الميلادي وشهد إحدى أعظم انتصارات المسلمين على المغول في معركة عين جالوت عام 1260م.
  • ارطغرل بن سليمان شاه: هو القائد العثماني الذي يعتبر مؤسس الدولة العثمانية ووالد السلطان عثمان الأول. شارك في عدة معارك ضد القوى المعادية للمسلمين وحقق الانتصار في معركة جنجيس خان عام 1280م.
  • الحقبة الزمنية: كلا القائدين سيف الدين قطز وارطغرل عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، لكنهما لم يتقابلا أو يشاركا في نفس المعارك، حيث كانت معارك قطز تتركز في مصر وبلاد الشام، بينما كانت معارك أرطغرل تتركز في الأناضول ومناطق الدولة العثمانية المبكرة.

نأمل أن يكون هذا المقال قد أوضح لك بعض المعلومات حول هذين القائدين العظيمين سيف الدين قطز وارطغرل والمعارك والانتصارات التي حققوها خلال حياتهم.

حيث يظل التاريخ الإسلامي مليئاً بالقصص الملهمة والشخصيات المؤثرة التي يمكن أن تقدم لنا العبرة والعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى