سيرة الظاهر بيبرس الحقيقية: من مولى إلى سلطان عادل وشجاع

ماذا تعرف عن سيرة الظاهر بيبرس الحقيقية؟
شهد التاريخ العربي والإسلامي على وجود العديد من الشخصيات الشعبية والبارزة التي صاغت مسارات الأمم وأحداثها المصيرية .
ومن بين هؤلاء الشخصيات شعبية و خيالية، يتربع السلطان المملوكي ركن الدين الظاهر بيبرس البندقداري، رابع سلاطين الدولة المملوكية، على قمة القادة العسكريين البارزين.
وذلك لبراعتة في القيادة العسكرية والإبداع الاستراتيجي، وشارك في معارك حاسمة مثل طرد الحملة الصليبية السابعة ومعركة عين جالوت.
وفي هذا المقال، سنستكشف معكم في موقع وثائقيه قصة وسيرة الظاهر بيبرس الحقيقية، وأهمية دوره البارز في تحقيق الانتصارات التاريخية التي ما زالت تثير إعجاب الباحثين والمؤرخين حتى يومنا هذا.
نشأته وتكوينه
ولد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في سنة 625 هـ في إحدى المناطق الواقعة على سواحل البحر الأسود الشمالية.
وكانت حياة الظاهر بيبرس مليئة بالمحن والمصاعب، حيث تعرض بيبرس للاسر من قبل المغول وتم بيعه كعبد. ومع ذلك، تصاعد نجمه لاحقًا وأصبح شخصية بارزة في المشهد السياسي والعسكري.
بعد تحمله لمآسي العبودية و الاسر، حظي بفرصة نادرة ليخدم الملك الصالح نجم الدين أيوب، وكانت هذه الفرصة الفارقة في حياته.
حيث أبدع الظاهر بيبرس في خدمته وأظهر شجاعته ومهاراته الفروسية والاستثنائية وأنه أسطورة حقيقية، مما جعل الملك الصالح يقدره ويثق به.
اعترف الملك بمواهبه الاستثنائية وقرر تحريره من العبودية، وتعيينه كأحد مماليكه البحرية، ثم عين قائدًا لفرقة الحرس الشخصي للسلطان.
حيث كانت هذه الفرقة تعتبر من أهم الوحدات العسكرية في المملكة، وكانت مهمتها حماية السلطان وحفظ استقرار النظام.
كما شارك في معركة المنصورة، والتي وقعت خلال حملة لويس التاسع على مصر، وتعتبر من أبرز المعارك في التاريخ.
حيث استطاع بيبرس تحقيق انتصار ساحق على القوات المغولية (التتار) وسحقهم في معركة عين جالوت والتي جرت في شمال فلسطين.
تعتبر معركة عين جالوت نقطة تحول تاريخية هامة في تاريخ الاسلام، فقد نجح بيبرس في كسر غطرسة الغزو المغولي واستعادة الثقة في إنتصار تاريخي.
بفضل معركة عين جالوت، تم تعزيز نفوذ المماليك المصرية وضمان استقلالهم في مواجهة التهديدات الخارجية وتثبيت سيطرتهم على المنطقة.
صفات الظاهر بيبرس الحقيقية
كان يتميز بصفات عديدة تجعله شخصًا فريدًا ومميزًا في عصره. كان يتسم بالكرم الفائق وحب الخير، حيث كان يسعى جاهدًا لمساعدة الفقراء وتلبية احتياجاتهم،
كما كان يتبرع بثروته ووقته للتصدق والإحسان، واهتمامه بتخفيف العبء عن أكتاف المحتاجين، ليصبح بعد ذلك رمزًا للعطاء والمحبة.
كما كان يقدر العلماء ويكرمهم، ولم يكن هذا مجرد تكريم سطحي، بل كان يتجلى في استماعه الجيد لآرائهم ونصائحهم فيما يتعلق بالقرارات المهمة.
فلم يكن يخشى أو يتردد في أخذ النصح منهم، حيث كان يقدّر رؤيتهم وتجاربهم الفريدة، ويلتمس منهم النصيحة والإرشاد في مختلف المجالات.
كما كان يتسم بروح الشجاعة والتحدي، حيث كان يقوم بجولاته في مملكته ويفحص أعماله ومتابعة أمور شعبه بنفسه، فلا يراه أحد من جنوده مواطنيه.
وكان يستمتع بالتواصل مع جنوده ومواطنيه، حيث كان يشاركهم الأفراح والأحزان، ويتأكد بنفسه من أوضاعهم واحتياجاتهم.
كما كان يعتبر الوقت قيمة لا تقدر بثمن، فلم يكن يتوقف أو يتراجع حتى يحقق مبتغاه. كان يعمل بجد واجتهاد لتنفيذ ما يريده، ما جعله يتجاوز الصعاب ويحقق النجاح.
وفاة الظاهر بيبرس
بعد الانتصارات المذهلة التي حققها الظاهر بيبرس في حملته المظفرة ضد سلاجقة الروم والجيش المغولي، واجه بعض المشاكل الصحية التي أثرت على حياته.
حيث تفاقمت حالته الصحية بسبب الحرارة المرتفعة والإسهال المستمر والنزيف الدموي. وفي النهاية، أودت تلك المشاكل الصحية بوفاته في عام 1277م.
وقد تداولت رواية تشير إلى أنه ربما تعرض للتسمم، وهي فرضية تثير حيرة الباحثين حتى اليوم. ومع ذلك، فإن الحقيقة الدقيقة لما حدث لا تزال غامضة وغير مؤكدة تمامًا.
وتم دفن الظاهر بيبرس في مدينة دمشق، حيث أقيمت فوق ضريحه المدرسة الظاهرية، والتي تحمل إسمه، والتي تعتبر اليوم تحفة معمارية تؤكد أهمية وتأثير هذا البطل.