إسلاميات

سلطان مملوكي قاد معركة عين جالوت: البطل الذي أوقف المغول

المقدمة

سلطان مملوكي قاد معركة عين جالوت من هو؟

من المعروف أن المسلمين قد مروا بمحن وأزمات عديدة في تاريخهم الإسلامي، ومن أشد تلك المحن خطورة وأثراً على الأمة الإسلامية، كانت غزوات المغول التي اجتاحت مناطق شاسعة من الشرق الأوسط. وكان المغول خصوماً لا يرحمون، فقد هدموا كل ما وجدوه في سبيلهم. وقتلوا مئات الآلاف من الناس وسلبوا أموالهم وأحرقوا مدنهم، وكانت بغداد عاصمة الخلافة العباسية من أبرز تلك المدن التي دمرها الجيش المغولي بقيادة هولاكو في سنة 656 هـ.

وبعد سقوط بغداد، ازداد خطر المغول على بلاد الإسلام. فكان لابد من مواجهتهم بقوة وشجاعة. وهذا ما فعله سلطان مصر المظفر سيف الدين قطز، الذي كان من أبطال التاريخ الإسلامي. فقد قاد قطز جيش المماليك في معركة عين جالوت ضد المغول في سنة 658 هـ، وحقق انتصاراً تاريخياً عليهم، وأجبرهم على الانسحاب من بلاد الشام.

وقد ذكر الإمام الذهبي في كتابه “سير أعلام النبلاء” أن قطز كان صالحاً دينه، وفذًّا عسكره، وشجاعاً في المواجهات، وحبيباً لشعبه، ومتبعاً لأحكام الإسلام وآدابه في حياته. والغريب في قصة هذا السلطان أنه لم يستمر في حكم بلاد المسلمين إلا سنة واحدة فقط، فقد قُتِل في سنة 659 هـ. نستعرض لكم في هذا المقال من موقع وثائقيه حول سيرة سلطان مصر قطز، السلطان الذي قاد معركة عين جالوت ضد التتار وهزمهم وحقق إنتصاراً تاريخياً عليهم، نأمل أن تستفيدوا من قراءته.

سلطان مملوكي قاد معركة عين جالوت

هو السلطان محمود بن ممدود بن خوارزمشاه، الملقب بسيف الدين قطز، وهو سلطان مملوكي قاد معركة عين جالوت.

حيث يعتبر من الشخصيات التاريخية المهمة التي تركت بصمة قوية في مسيرة مصر والشرق الأوسط.

ولد قطز في القرن الثالث عشر الميلادي، وتولى الحكم في عام 657 هـ (1259م).

ورغم قصر فترة حكمه التي لم تتجاوز عامًا واحدًا، إلا أن إنجازاته العسكرية والسياسية كانت استثنائية.

بالإضافة إلى ذلك يعتبر قطز بطلاً في معركة عين جالوت، حيث قاد معركة عين جالوت وتصدى لقوى التتار المغول وحقق انتصارًا مذهلاً عليهم.

حيث كانت هذه المعركة الحاسمة تحدٍ كبيرًا للإسلام وللدولة المملوكية، فقد كانت قوات التتار المغول تهدد بتدمير الدولة بأكملها.

ومع ذلك، استطاع قطز بجيشه المنظم إيقاف تقدم التتار وتحقيق انتصارًا ضخمًا في معركة عين جالوت.

كما لم يتوقف قطز عند هذا الحد، بل تابع مطاردة فلول التتار ونجح في تحرير الشام بأكملها من سلطتهم، ولهذا لقب بقاهر التتار.

بالإضافة إلى تحقيق انتصارات عسكرية مهمة، نجح قطز في إعادة تجميع وتنظيم الجيش الإسلامي المنهار.

حيث كانت هذه الخطوة حاسمة لاستعادة القوة والثقة في الدولة، ولإعادة الاستقرار إلى المنطقة المنكوبة.

وبفضل حكمه الحكيم ورؤيته الاستراتيجية، استعادت مصر هيبتها وقوتها، ونجحت في صد أي تهديدات محتملة.

رغم أن فترة حكم قطز كانت قصيرة، إلا أن أثر إنجازاته البارزة في تحرير القدس من التتار وتحقيق انتصارات عسكرية مهمة في معارك كبرى، جعلته واحدًا من أبرز ملوك مصر.

ولم يكن قطز مجرد زعيم عسكري بل كان أيضًا سياسيًا ماهرًا وقائدًا عظيمًا. كما تمكن من تعزيز الاقتصاد والصناعة وتوفير حياة أفضل للناس في البلاد، وتحسين المعرفة والتعليم في مصر.

وبعد وفاته، استمر تأثيره في الشرق الأوسط، وحتى وقتنا هذا يتذكره الناس بالتقدير والاحترام.

و لذلك لا يزال اسمه يذكر في الدروس التاريخية والعسكرية، وهو يعتبر واحدًا من الشخصيات التاريخية الرائدة في الشرق الأوسط.

معركة عين جالوت

في الجمعة الموافق 25 رمضان عام 658 هـ / 3 سبتمبر 1260 م، واجه قائد المسلمين قطز.

وهو سلطان مملوكي قاد معركة عين جالوت تحديًا كبيرًا حيث اقترب جيش التتار من موقعهم.

حيث لم يكن هذا التحدي مجرد تحديٍ عسكري، بل كان يمثل تحديًا دينيًا وثقافيًا أيضًا، إذ كان الجيش المسلم يواجه جيشًا غير مسلم.

كما ظهر جيش التتار فجأةً من الشمال، وكانت الأرض تهتز تحت أقدامهم.

وفور ظهورهم، شكَّلت صفوف الجيش المسلم على الفور، كما استعد الجنود للمعركة الحاسمة.

كما اختبأ الجيش المسلم خلف التلال، مراقبًا حركة جيش التتار بحذر. وفيما يبدو، لم ينتبه جيش التتار لوجود الجيش المسلم خلف التلال

وهذا أعطى الفرصة لقوات المسلمين للتخطيط والتحضير للمعركة.

خدعة قطز

قرر السلطان سيف الدين قطز استخدام الحيلة العسكرية المشهورة باسم “المقدمة الكاذبة”،

وهي الحيلة التي تستخدم المقدمة فقط لإخفاء بقية الجيش وخداع العدو.

وبمساعدة الظاهر بيبرس، قاد سيف الدين قطز مقدمة صغيرة من الجيش المسلم من التلال إلى السهل، وقد بدا الأمر كأنه المقدمة الكاملة للجيش.

وهذا جعل الجيش التتاري يعتقد بأنهم يواجهون المقدمة الوحيدة، وبدأوا في التحضير للمواجهة.

ولكن الحيلة لم تنتهي هنا، فقد بدأت فرقة عسكرية مملوكية في الظهور على أرض المعركة.

كما كانت تستخدم طبولها وأبواقها وصنوجها النحاسية لتوجيه ضرباتها.

وكانت هذه الضربات تتبع نظامًا عسكريًا محددًا يشير إلى اتجاه الهجوم المنوي.

وفي الوقت نفسه، كان الظاهر بيبرس يقود جيشه على المدخل الشمالي لسهل عين جالوت.

كما كانت هذه الخطة تحمي بقية الجيش وتسمح لهم بالانضمام إلى المعركة في الوقت المناسب.

في هذه الأثناء قرر القائد كتبغا استخدام قواته الكاملة لمواجهة الجيش المسلم وتدميره، وهذا ما خطط له بدقة وحرص.

وعندما أعطى إشارة الهجوم، تقدمت أعداد هائلة من فرسان التتار بمختلف تشكيلاتهم وأسلحتهم الفتاكة نحو مواقع قوات المسلمين.

ومع اقتراب جموع التتار من جنود المقدمة، وقف القائد العسكري المسلم ركن الدين بيبرس وجنوده في مواقعهم الاستراتيجية حتى وصل العدو لمسافة قريبة جداً.

ثم أعطى الظاهر بيبرس إشارة الهجوم وانطلقوا بشكل مفاجئ وسريع باتجاه جيش التتار.

وبدأت المعركة بشراسة وشدة، وتعالت أصوات الطبول والهتافات في سماء الميدان.

وعلى الرغم من الفارق الكبير في الأعداد بين الجيشين، إلا أن مقدمة الجيش المسلم بقيت ثابتة وقوية في مواجهة هجوم التتار.

ثبات الجيش المسلم

أظهر جنود الظاهر بيبرس بطولة وشجاعة كبيرة في الدفاع عن مواقعهم، كما تمكنوا من صد هجومات التتار المتكررة بفضل تنظيمهم الرائع وتفانيهم في الدفاع عن دينهم ووطنهم.

ومع مرور الوقت، تمكن بيبرس وجنوده من إجبار جيش التتار على التراجع والانسحاب من الميدان،

وذلك بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والأسلحة من جنود المسلمين الشجعان.

حيث أظهروا للعالم أن الإيمان والعزيمة والتنظيم هي المفتاح الحقيقي للنصر في أي معركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى