منوعات معلوماتية

رموز الحيوانات عند الفراعنة: دلالاتها وأسرارها

المقدمة:

تعرف على رموز الحيوانات عند الفراعنة

الحيوانات كانت لها دور مهم في الحضارة المصرية القديمة، فقد اعتبرها المصريون رموزاً للآلهة والقوى الخارقة، وأظهروا لها احتراماً وتقديساً كبيرين. كما استخدموا الحيوانات في الفن والكتابة والزخرفة والتماثيل والمجوهرات، وأظهروا اهتماماً بالعناية بها وتحنيطها. في هذا المقال، سأستعرض معكم في موقع وثائقيه بعض أشهر الحيوانات التي كانت رموزاً عند الفراعنة، ومعانيها ودلالاتها، مستنداً إلى بعض المصادر والمراجع العلمية الموثوقة.

رموز الحيوانات عند الفراعنة

رموز الحيوانات عند الفراعنة كثيرة منها:

القط

القط هو أحد أشهر الحيوانات التي تم تقديسها عند المصريين القدماء، فكانت تمثل الإلهة باستيت، التي كانت إلهة القمر والخصوبة والأسرة والفرح. كانت باستيت تصور على شكل قطة أو امرأة برأس قطة، وكان لها معبد في مدينة بوباسطيس (بلبيس حالياً)، حيث كان يجتمع المصريون للاحتفال بعيدها في شهر أبريل من كل عام. كان المصريون يحبون القطط ويعاملونها كأفراد من الأسرة، وكانوا يضعون لها أسماء مثل تاميت (الحلوة) أو نفير (الجميل). كان قتل القط جريمة يعاقب عليها بالإعدام، حتى لو كان ذلك بالخطأ. كما كان المصريون يحنطون قططهم بعد موتها، ويضعون معها أغذية وألعاب ليرافقوها في الآخرة.

طائر أبو منجل

طائر أبو منجل هو طائر صغير ذو رأس أزرق وجسم أخضر، يشبه الببغاء. كان هذا الطائر رمزًا للإله تحوت، الذي كان إله الكتابة والحكمة والعلم. كما كان تحوت مسؤولًا عن تسجيل حكم المحاسبة على الأرواح في ميزان المعارف، وكذلك عن تسجيل التاريخ والأحداث المهمة. كان تحوت يظهر على شكل طائر أبو منجل أو رجل برأس طائر أبو منجل، يحمل لوحًا أو قصبًا أو جريد نخيل. كان المصريون يعبدون طائر أبو منجل في معابد مخصصة له، وكانوا يحنطونه ويضعونه في توابيت خشبية مزخرفة. كما كانوا يرسمونه على الجدران والمقابر والتماثيل.

التمساح

التمساح هو حيوان زاحف ضخم يعيش في المياه العذبة، ويتميز بفكين قويين وأسنان حادة. كان التمساح محترمًا ومخيفًا عند المصريين، لأنه كان يهاجم البشر والحيوانات على ضفاف النيل. كما كان التمساح يرمز إلى الإله سوبك، الذي كان إله الماء والخصوبة والقوة. كان سوبك يصور على شكل تمساح أو رجل برأس تمساح، يرتدي قرص الشمس وقرون الخروف. كما كان لسوبك معابد في مناطق مختلفة من مصر، أشهرها في كروم أمبو وفيوم. كان المصريون يقدمون لسوبك قرابين من اللحوم والخضروات والزهور، وكانوا يحنطون التماسيح ويضعونها في تابوت خاص به .

الثور

الثور هو حيوان ثديي كبير، يعيش في الأراضي العشبية والصحراوية، ويتغذى على النباتات. كان الثور يرمز إلى الإله أبيس، الذي كان يعتبر إله الخصوبة والقوة والحماية. كان أبيس يصور على شكل ثور أسود ذو علامات بيضاء على جبهته وذيله وساقيه، وقرون ملتفة، وشعرة بيضاء في ظهره. وكان المصريون يقدسون بعض الثيران الحية، ويسمونها بأبيس، ويعتبرونها تجسداً للإله. وكان المصريون يحنطون ثيران أبيس بعد موتها، ويرسلونها إلى مدينة سقارة، التي كانت مركز عبادة أبيس. وقد عثر على مئات من مومياءات ثيران أبيس في مصر.

الأفعى

الأفعى هي حيوان زاحف طويل، يعيش في الأراضي الجافة والرطبة، ويتغذى على البرمائيات والزواحف والطيور والثدييات. كانت الأفعى ترمز إلى الإلهة وادجت، التي كانت تعتبر إلهة الحماية والحكمة. كما كانت وادجت تصور على شكل أفعى خضراء تلتف حول تاج الشمس، وكانت تحمل في فمها أنخ (علامة الحياة). كانت وادجت تحمي الملك من الأعداء، وكذلك من الأمراض والشرور. كانت وادجت تعبد في مدينة بوتو (تل بستة حالياً)، التي كانت مركز عبادتها. وقد عثر على بعض من مومياءات الأفاعي في مصر.

خنفساء الجعران

خنفساء الجعران هي حشرة صغيرة تتغذى على الروث، وتقوم بدحرجته إلى كرات تستخدمها للتكاثر أو الغذاء. كانت خنفساء الجعران تعتبر رمزًا للإله خبري، الذي كان إله الشمس والولادة والتجديد. كان خبري يرتبط بالشمس المغيبة، التي كان يعتقد المصريون أنها تدحرج في سماء الآخرة، ثم تولد من جديد في الصباح. كما كان خبري يصور على شكل خنفساء أو رجل برأس خنفساء، يحمل قرص الشمس. كان المصريون يصنعون تمائم من شكل خنفساء الجعران، مصنوعة من المعادن أو الحجارة أو الطين، وكانوا يضعونها في المقابر أو يلبسونها كأساور أو خواتم. كانت خنفساء الجعران تعد رمزًا للولادة والحياة الجديدة بعد الموت.

الأسد

الأسد هو حيوان ثديي كبير يعيش في الصحارى والسافانا، ويتميز بشعره الأشقر وذيله المخطط. كان الأسد يرمز إلى الإلهة سخميت، التي كانت إلهة الحرب والشفاء والحماية. كانت سخميت تصور على شكل أسد أو امرأة برأس أسد، وكانت تحمل رمحًا أو خنجرًا أو عصا. كان لسخميت معبد في مدينة ممفيس، حيث كان يقام لها مهرجان سنوي في شهر يناير من كل عام. كان المصريون يعتقدون أن سخميت تستطيع إطلاق الأوبئة والأمراض على البشر، أو شفاؤهم منها. كما كانوا يعتقدون أن سخميت تحمي الملك من الأعداء والشرور.

الثعبان

الثعبان هو حيوان زاحف طويل لا يملك أطراف، ويتغذى على البروتينات والدهون، ويستخدم فكيه وأسنانه للقضم والابتلاع. كان الثعبان يرمز إلى الإلهة وادجيت، التي كانت إلهة التاج والسلطة والحكمة. كانت وادجيت تصور على شكل ثعبان أخضر أو امرأة برأس ثعبان، وكانت تحمل قرص الشمس والأوراق. كان لوادجيت معبد في مدينة بوتو (تل الفارعين حالياً)، حيث كانت تعبد كحامية للدلتا والإقليم السفلي. كان المصريون يعتقدون أن وادجيت تستطيع إطلاق نيرانها على الأعداء، أو حماية الملك من الثعابين السامة. كما كانوا يضعون صورة لها على التاج الأبيض، لتظهر سلطة الملك .

الصقر

الصقر هو طائر جارح يعيش في المناطق المفتوحة، ويتميز برؤيته الحادة وسرعته العالية وقدرته على التحكم في اتجاهاته. كان الصقر يرمز إلى الإله حورس، الذي كان إله السماء والشمس والحكم. كان حورس ابنًا للإله أوزوريس والإلهة إزيس، وكان خصمًا للإله ست، الذي قتل أباه. كما كان حورس يصور على شكل صقر أو رجل برأس صقر، يحمل قرص الشمس والهلال. كان لحورس معابد في مناطق مختلفة من مصر، أشهرها في إدفو وكوم أمبو. كان المصريون يعتقدون أن حورس هو الملك الأول لمصر، وأن كل الملوك بعده هم تجسيدات له. كما كانوا يعتقدون أن حورس يحمي الملك والشعب من الأعداء والشرور .

البقرة

البقرة هي حيوان ثديي كبير يعيش في المزارع والرعي، ويتميز بلونه البني أو الأسود أو الأبيض، وقرونه وذيله. كانت البقرة ترمز إلى الإلهة حتحور، التي كانت إلهة الحب والجمال والفن والموسيقى. كانت حتحور تصور على شكل بقرة أو امرأة برأس بقرة، وكانت تحمل قرص الشمس والقرون. كان لحتحور معبد في مدينة دندرة، حيث كان يقام لها مهرجان سنوي في شهر ديسمبر من كل عام. كان المصريون يحبون حتحور ويعبدونها كأم للملك وزوجة للإله حورس. كما كانوا يصنعون تمائم من شكل بقرة أو رأس بقرة، ويضعونها في المقابر أو يلبسونها كعقود أو أقراط .

الضفدع

الضفدع هو حيوان زاحف صغير يعيش في المستنقعات والبرك، ويتميز بجلده الزجاجي وأطرافه المغزولة. كان الضفدع يرمز إلى الإلهة حقيت، التي كانت إلهة الخصوبة والولادة والحياة. كانت حقيت تصور على شكل ضفدع أو امرأة برأس ضفدع، وكانت تحمل قرونًا أو نخيلًا. كان لحقيت معبد في مدينة قفط (قفط حالياً)، حيث كانت تعبد كحامية للإقليم العلوي. كان المصريون يعتقدون أن حقيت تساعد المرأة على الولادة، وتحمي الأطفال من الأذى. كما كانوا يعتقدون أن حقيت تجلب الماء والخضروات للأرض، فكانوا يضعون صورة لها على خزانات الماء .

خاتمة

في هذا المقال، استعرضنا بعض من رموز الحيوانات عند الفراعنة، التي تظهر احترامهم وإعجابهم بخصائص هذه الحيوانات، وإدراكهم لدورها في حفظ التوازن في الطبيعة. كما تظهر هذه الرموز قدرة المصريين على تخيل شكل مختلف للآلهة، يجمع بين صفات بشرية وحيوانية. نأمل أن يكون هذا المقال قد أفادك في فهم جزء من ثقافة المصريين القدماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى