الأحداث التي حدثت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

مقدمة:
تعرف على الأحداث التي حدثت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
إن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم حدث في تاريخ البشرية، فهو بداية رحمة الله للعالمين، ونور الهداية للناس في ظلامات الجهل والضلال. وقد سبق هذا المولد المبارك بعض الأحداث التي تعتبر من علامات قرب بعثته وشرف مكانته، وتشير إلى أن الله تعالى كان يهيئ له الأرض والسماء، ويخصه بالفضائل والكرامات. وفي هذا المقال سنستعرض معكم في موقع وثائقيه بإيجاز بعض هذه الأحداث التي رواها المؤرخون والمحدثون.
من أهم الأحداث التي حدثت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي:
إعادة حفر بئر زمزم:
هذه البئر التي انبعثت من تحت قدم إسماعيل عليه السلام حين ضرب بها أبوه إبراهيم عليه السلام، كانت قد دفنت من قبل قوم جرهم حين خافوا على ماءها من قوم كنانة، فأخفوا موضعها بالحجارة والتراب، وكانت تظهر أثارها أحياناً، حتى جاء عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، فأوحى الله إليه في المنام أن يحفر بئر زمزم، فحفرها بعون من الله، وأخرج منها كنوز قوم جرهم، وشرب من مائها وسقى به قومه، وكان ذلك في عام الفيل[1].
حادثة الفيل:
هذه الحادثة التي ذكرت في سورة الفيل من القرآن الكريم، حدثت في نفس عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت بأن أبرهة الحبشي ملك اليمن أراد أن ينقص من شأن الكعبة المشرفة، فبنى كنيسة عظيمة في صنعاء، وأطلق عليها اسم “القليس”، وأراد أن يجعل لها حجًا كحج بيت الله، فأغضب ذلك قوم قريش، فجاء أحدهم فاخلى في كنيسته، فغضب أبرهة شديدًا، فقرر أن يجتاح مكة بجيش من الفيلة، وأن يخرب الكعبة.
مواجهة عبد المطلب:
فانطلق بجيش كبير نحو مكة، فأخذ بطريق التهامة، فصادف في طريقه نافلة بن الحارث بن عبد الكعبة، فأخذ منه ثلاثمائة رأس من الإبل، ومنها ستون رأسًا كانت لعبد المطلب، فأرسل عبد المطلب إلى أبرهة يطلب منه ردها، فأجابه أبرهة، وسأله عن رأيه في أمر الكعبة، فقال عبد المطلب: “إني لرب الإبل، وللبيت رب يحميه”، فاستغرب أبرهة من جوابه، وقال: “فلا يمنعني من هدمه”، فقال عبد المطلب: “فلا أملك لك فيه شيئًا”، ثم انصرف إلى مكة، وأمر قومه بالخروج منها والاحتماء بالجبال.
إعجاز الله تعالى:
ولما اقترب أبرهة من مكة، أراد أن يدخل بفيله فيها، فأمسك الفيل ورفض أن يتقدم. كما كان اسم الفيل محمودًا، فجعلوا يضربونه ويحثونه على السير. فكان إذا وجهوه نحو غير مكة يسير، وإذا وجهوه نحو مكة يجثو على ركبتيه. فأرسل الله عز وجل عليهم طيرًا أبابيل، تحمل حجارة من سجيل، فرمت بها جيش أبرهة، فجعلتهم كعصف مأكول[2].
وفاة أبي النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله:
هذا الحدث حزين للغاية، فقد توفي أبو النبي صلى الله عليه وسلم قبل مولده بشهور قليلة. وكان ذلك في رحلة تجارية إلى بلاد الشام مع قافلة من قريش. وقد تزوج عبد الله من آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنَانَة. كما كان عبد الله شابًا حسن المنظر جميل الخُلُق، يُحِبُّهُ القوم ويُحِبُّونَهُ. وقد خطَّبَ آمنة قبل عبد الله خمسة رجال من قريش، فرفضت جميعًا. وقد حدثت آمنة قصصًا عجيبة عن حَمْلِهَا بالنبي صلى الله عليه وسلم، منها أن رؤيا نورًا خرج من جانبِهَا إلى جانِبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وأخبرت أيضًا أن صوتًا قال لَهَا: “إِنَّكِ حامِلاً بِسَيِّدِ هذِهِ الْأُمَّةِ” [3].
خاتمة:
إذًا فقد استعرضنا في هذا المقال بإيجاز بعض الأحداث التي حدثت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تشهد على شرفه وعظمته، وتبشر بقدومه وبعثته. ومن هذه الأحداث: إعادة حفر بئر زمزم، وحادثة الفيل، ووفاة أبيه عبد الله. وقد اعتمدنا في ذكر هذه الأحداث على المصادر والمراجع العلمية الموثوقة، والتي سنذكرها في الخاتمة. ونسأل الله تعالى أن يجزي النبي صلى الله عليه وسلم خيرًا عما أحسن إلينا من الإسلام والإيمان. وأن يجعلنا من أتباع سنته وأحبابه في الدنيا والآخرة.
المصادر والمراجع:
- ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، بيروت، 1988، ج 2، ص 262-265.
- القرطبي، تفسير القرطبي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1987، ج 20، ص 15-19.
- ابن هشام، سيرة ابن هشام، دار الكتاب العربي، بيروت، 1975، ج 1، ص 168-171.